أعاد الرئيس التونسي منصف المرزوقي تكليف مهدي جمعة بتشكيل حكومة المستقلين المنتظرة بعد فشل أول على خلفية خلاف حول حقيبة الداخلية التي لم تلق توافقا داخل الطبقة السياسية على بقاء لطفي بن جدو على رأس الوزارة. وكلف الرئيس التونسي مجدداً مهدي جمعة بتشكيل حكومة مستقلين من المفترض ان تقود البلاد حتى إجراء انتخابات عامة مانحا إياه فرصة ثانية في محاولة لجمع الفرقاء السياسيين في تونس على الشخص الذي له صلاحية تولي منصب وزير الداخلية وفض الخلاف الذي أعاق استكمال الطاقم الحكومي التونسي، وقال جمعة في تصريح نقله التلفزيون الرسمي أن لقائه أمس بالمرزوقي أثمر بإعادة وضع الرئيس التونسي الثقة فيه مجددا وكلفه بمحاولة أخرى لتشكيل حكومة مستقلة تحوز على قبول كل الأطراف السياسية في تونس، وكان رئيس الحكومة المكلف مهدي جمعة قد أعلن في وقت سابق انه لم يقدم لرئيس الدولة تشكيلة حكومته بسبب عدم التوافق داخل الطبقة السياسية، حيث قال ”من ناحيتي، تشكيلتي جاهزة وهي تضم وزراء من نوعيات عالية ولكن الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي يتطلب تفهما”، ويبدو أن المقصود بالتفاهم هو الإبقاء على بن جدو لدواعي أمنية إذ أن الحكومة المقترحة لم تحز على رضى الأطراف السياسية بسبب منصب وزير الداخلية الذي قرر جمعة الإبقاء عليه بيد لطفي بن جدو المحسوب على النهضة الحاكمة، فيما ترفض المعارضة التمسك بأي شخصية محسوبة على جهة معينة وتصّر الأطراف السياسية على تبني حكومة بعيدة عن الانتماءات السياسية، وبإعادة تكليفه يواصل مهدي جمعة مشواره التشاوري لضمان المضي في المسار الديمقراطي ومحاولة جمع تيارات الحوار لتحقيق الغاية المنشودة وتحقيق الخروج الآمن من الأزمة السياسية التي تتخبط فيها تونس من أشهر.