تحول حي السلام الواقع ببلدية برهوم في المسيلة، إلى مرتع تجتمع فيه كل المظاهر السلبية التي كانت سببا في إثارة حفيظة قاطنيه، الذين سئموا ما وصفوه الوعود الواهية التي لمسوها لدى المسؤولين المعنيين، وعلى رأسهم مصالح مؤسسة سونلغاز ومديرية التعمير والبناء. وحسب جولة قادتنا إلى عين المكان، فإن مظاهر التمدن باتت مهددة بالزوال نتيجة غياب التخطيط والمتابعة لعديد المصالح الإدارية التي لها علاقة بحياة السكان، ولعل أبرزها انعدام الكهرباء بهذا الحي العريق، حيث اضطر العشرات من السكان إلى ربط سكناتهم بطريقة فوضوية باتت تشكل عليهم خطرا حقيقيا، كون الشبكة العنكبوتية باتت تزين شرفات وواجهات السكنات عبر شوارع الحي، حيث تلمح للوهلة الأولى انعدام الأوتاد سواء الخاصة بالشبكة أو تلك المتعلقة بالإنارة العمومية. وأكد عدد من السكان أن حيهم استفاد من مشروع سنة 2005 لمد الحي بالكهرباء، ومنذ ذلك الوقت ظل السكان ينتظرون تجسيده على أرض الواقع باعتباره منح عدة مرات لمقاولات خاصة لتنفيذه، إلا أنه سرعان ما يتخلون عنه دون سابق إنذار، وهو ما جعلهم يشككون في تحويله إلى جهة أخرى دون علمهم. وفي المقابل شجعهم الأمر على مد سكناتهم بالكهرباء بكل الطرق منها المشروعة وغير المشروعة، حيث عمد بعضهم إلى التكفل بشراء أوتاد الشبكة الرئيسية بمالهم الخاص، فيما قام الباقون بربط سكناتهم بطريقة عشوائية باتت تشكل خطرا عليهم. وأكد قاطنو الحي أن عدة سكنات شيدت بطريقة عصرية واضطر أصحابها لىغلقها بسبب انعدام الكهرباء، فيما أقام آخرون مشاريع مختلفة بالحي، على غرار أحدهم الذي شيد مرشا وحماما شعبيا منذ 10 سنوات، إلا أن مشكل الكهرباء جعله يغلق المقر، وينتظر هذا دون الحديث عن انعدام التهيئة الحضرية حيث يتحول الحي إلى أوحال من الطين في فصل الشتاء ومصدر للأتربة، حيث تنعدم الأرصفة والتزفيت بالإضافة إلى انعدام قنوات صرف المياه القذرة في الجزء الشمالي للحي الذي عرف توسعا عمرانيا كبيرا. وأجبرت جملة المشاكل التي يعاني منها الحي على توجيه شكوى إلى والي الولاية من أجل التدخل وإنهاء معاناتهم، التي عمرت طويلا في حي عتيد يقع على بعد أمتار من مقر البلدية. من جهته أكد رئيس البلدية عيسى مرزوقي، أن ”الحي استفاد من المشروع ضمن برنامج المخطط الخماسي 2005 /2009، وقد منح منذ ثلاثة أشهر إلى مقاولة خاصة لإنجازه، ونحن بدورنا منحناه رخصة البناء، غير أن هذه الأخيرة تأخرت كثيرا ولم تلتحق، ما جعلنا - يضيف - نراسل المديرية الوصية بالولاية ونشعرهم بالأمر”. وأضاف محدثنا أن صاحب المقاولة تم إعذراه مرتين وكان يتحجج بندرة الأوتاد وأنه طلب من الجهة الوصية تمديد مهلة الانجاز من أفريل إلى جوان 2014 وأن المهلة التي منحتها إياه مؤسسة سونلغاز والممتدة من شهر فيفري إلى شهر أفريل أصبحت غير كافية، حسب محدثنا.