هيغ يزور كييف لبحث الأزمة مع الحكومة الانتقالية وضع الجيش الأوكراني قواته في حالة تأهب قصوى استعدادا لأي تدخل محتمل من الجانب الروسي في شبه جزيرة القرم التي تعرف توترا على كل المستويات بعد انتشار عشرات المسلحين المجهولي الهوية بالمنطقة، فيما يحل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالعاصمة كييف لإجراء محادثات مع الحكومة الأوكرانية الجديدة، في وقت دعت وزارة الخارجية البولندية إلى وقف الاستفزازات في القرم. قال أمس زير الدفاع الأوكراني إيهور تينيوخ أن روسيا دفعت مؤخرا بستة آلاف جندي إضافي إلى أوكرانيا وأن الجيش الأوكراني في حالة تأهب بمنطقة القرم التي تعرف توترا على أعلى مستوى بعد إطاحة المعارضة بنظام يانوكوفيتش، وكرد فعل لما حدث في العاصمة كييف انتشر عشرات المسلحين يرتدون زياً لا يحمل أي علامة تسمح بتحديد هويتهم في سيمفروبول. من جانبه دعا مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتخاذ إجراءات تخدم استقرار الوضع في شبه جزيرة القرم، واستخدام جميع الإمكانيات لحماية سكانه من العنف، وقال رئيس المجلس أن ما يحدث في القرم هو محاولة زعزعة عمل أجهزة السلطات المحلية وزعزعة الوضع الاجتماعي والسياسي بشكل عام من خلال مساعي الجماعات المسلحة التوغل داخل العديد من المواقع بالمنطقة، ومحاولاتها الاستيلاء على مباني حساسة على غرار مبنى وزارة الداخلية. وما زاد من تخوفات الحكومة الأوكرانية التصريحات المتعاقبة الصادرة عن الجهات الروسية، حيث أعلن أمس مصدر في الكرملين أن موسكو لن تهمل طلب المساعدة الذي تقدم به رئيس حكومة جمهورية القرم الذاتية الحكم سيرغي أكسيونوف وفق ما نقلته وكالة ”إنترفاكس”، حيث توجه أمس رئيس مجلس وزراء جمهورية القرم إلى الرئيس الروسي بطلب الدعم لحفظ الأمن والأمان عبر أراضي الجمهورية، وفي بيان نقلته ذات الوكالة أعلن أكسيونوف وضع جميع القوات الأمنية والعسكرية الموجودة في الجمهورية تحت تصرفه الشخصي مؤقتا، وذلك في إطار الصلاحيات المخولة له من قبل البرلمان الإقليمي، وبرّر رئيس حكومة القرم قراره بتخلي السلطات المركزية بكييف التي تراجعت عن ما اتفق عليه سابقا بين الطرفين حول عدم تخطي البرلمان في تعيين قادة أمنيين في القرم. ووسط هذه التصريحات المتضاربة لم يستبعد مجلس الاتحاد الروسي إدخال قوات محدودة الى شبه جزيرة القرم لحماية المواطنين الروس، في الوقت الذي اتفقت فيه سلطات القرم على التعاون لحماية مواقع أسطول البحر الأسود الروسي، وأكد ناطق باسم أسطول البحر الأسود الروسي لوكالة ”إنترفاكس” توصل قادته إلى اتفاق مع سلطات القرم بشأن التعاون في حماية المواقع التابعة للأسطول. إلى ذلك أعلن مكتب هيغ أمس أن الأخير يزور كييف اليوم لبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية، يجري خلالها محادثات مع الحكومة الجديدة، من جهته قرّر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة طهران، اختصار زيارته الى إيران بسبب الوضع الذي أصبح حرجا في القرم، وقال سيكورسكي أن تطور الأوضاع في أوكرانيا تجبرته على العودة إلى بولندا”، مشيرا إلى ا، الوضع أكثر حرجا في القرم، ودعت من وارسو وزارة الخارجية البولندية لوقف كل أشكال التحركات الاستفزازية بشبه الجزيرة الأوكرانية.