أعلن المؤتمر الوزاري لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن إنشاء صندوق التضامن الإقليمي الجديد لتعزيز تعاون بلدان المنطقة في معالجة القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي. وتعهدت حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ختام مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الإقليمي في دورته ال32 بتعزيز تعاونها لمعالجة القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي وإدارة المياه. وفي تقريرها الختامي أشارت البلدان المشاركة إلى أن إنشاء صندوق التضامن الإقليمي الجديد يهدف لمواجهة مشاكل التصحر والجراد والجفاف، وقال غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة ”الفاو” أنه يأمل أن تحذو بلدان أخرى حذو المثال الحميد للحكومة العراقية في التعاون الإقليمي والتي ستساعد مساهمتها على إطلاق الشرارة الأولى لصندوق أمانة التضامن الإقليمي. وعرضت ”الفاو” تقريرا على المؤتمر كشف أن عدد من يعانون نقص التغذية على صعيد الإقليم مازال يقارب 43.7 مليون شخص تعادل 10 بالمائة من مجموع سكانه، وشدد المدير العام لمنظمة ”الفاو” على خطورة تأثير قضايا النزاع وتدفق اللاجئين والهجرة على حالة الأمن الغذائي المتدهورة في المنطقة إلى جانب القيود الهيكلية التي يواجهها الإقليم في إنتاج ما يكفيه من غذاء واعتماده المتزايد على الواردات الغذائية بنسبة تصل إلى نحو 70 بالمائة في أكثر البلدان. ونبه المدير العام للمنظمة أن هذه القضايا ليست محدودة بالحدود الجغرافية للبلدان الأعضاء، وإنما ”تؤثر على الإقليم ككل، وتنعكس عواقبها إلى أبعد من ذلك بكثير”، وأبلغ غرازيانو دا سيلفا الحضور، من جهة أخرى بأن الهدف الإنمائي للألفية لا يزال في متناول اليد على الصعيد العالمي، ولكن ثمة حاجة إلى دفعة نهائية خلال فترة 672 يوما الأخيرة المتبقية قبل الموعد النهائي المحدد. ودعا الرئيس التنفيذي لمنظمة ”الفاو” بلدان الإقليم إلى دعم تنفيذ ثلاث مبادرات إقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أطلقتها المنظمة كاستجابات للأولويات التي حددتها البلدان الأعضاء، وهي المبادرة الإقليمية بشأن ندرة المياه، والمبادرة الإقليمية بشأن تعزيز الأمن الغذائي والتغذية، والمبادرة الإقليمية للزراعة المحدودة النطاق والتنمية الريفية المشتملة لمختلف الأطراف. وكشف المدير العام ل”الفاو” عن أنه تم خلال العام الماضى (2013/2012) تعبئة 100 مليون دولار لدعم أنشطة المنظمة على الأصعدة الوطنية ولاسيما لدى البلدان المتضررة بالصراعات وغير ذلك من حالات الطوارئ، وأضاف أن ”التمويل مع ذلك لا يزال يشكل معوقا رئيسيا أمام توسع نطاق أنشطة المنظمة على المستويات القطرية في الإقليم”، داعيا البلدان ذات الدخل الأعلى في المنطقة إلى زيادة ما تقدمه من دعم. وكانت أعمال الاجتماع الوزاري للدورة ال32 للمؤتمر الاقليمي لبلدان مجموعة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة ”الفاو” قد انطلقت أمس بالتركيز على أولويات الأمن الغذائي وفي مقدمتها ندرة المياه والحد من الهدر الغذائي.