اختتم القادة العرب أمس الأربعاء في قصر البيان بالكويت، أشغال قمّتهم العادية ال25 التي غاب عنها التّضامن وطغت عليها الخلافات والمساومات، بسبب تباين المواقف تجاه الوضع في سوريا. ولم يفلح أنصار الائتلاف الوطني السّوري في منحه مقعد في جامعة الدول العربية، بسبب موقف العراق والجزائر ولبنان المعارض للفكرة. وفي هذا الشأن عبر رئيس ائتلاف المعارضة، أحمد الجربا، عن خيبة أمله من بقاء مقعد سوريا شاغرا، حيث قال ”إذا كان الغرب قد تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم، فما الذي يمنع أشقاءنا من حسم أمرهم حول مقعد ببينهم؟” وتضمّن البيان الختامي الذي حمل عنوان ”إعلان الكويت مطالبة المؤسّسات المعنية بالحكومات العربية ”بالعمل على زيادة التّبادل التجاري” وأكّد ”دعم التضامن العربي واعتماد العمل المشترك بوصفه الرّكيزة الأساسية للتعاون العربي” كما حثّ على ”مكافحة الإرهاب ووقف التّرويج للأفكار الإرهابية والتحريض على التفرقة والطائفية وازدراء الأديان”، والالتزام ب”توفير الدعم والمساندة للدول التي شهدت عمليات انتقال سياسي وتحول اجتماعي” والعمل على ”إرساء علاقات أفضل بين الدول الشقيقة” مع تجديد التعهد بإيجاد حلول للأوضاع في الدول العربية. ودعا البيان الفرقاء الفلسطينيين إلى تنفيذ مضمون اتفاقية المصالحة الوطنية واحترام شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، ووصف ”القضية الفلسطينية” بأنها ستظل ”القضية المركزية للشعوب العربية” مطالبا مجلس الأمن باتخاذ ”خطوات لحلّ الصراع العربي الإسرائيلي.” وفي الشأن الإيراني، طالب البيان إيران ب ”التنفيذ الكامل” لاتفاقها مع مجموعة (5+1) بشأن ملفها النووي، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لجعل منطقة الشرق الأوسط ”خالية من الأسلحة” وكذلك ”العيش المشترك مع دول الجوار وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي وحلّ النزاعات سلميا” بما في ذلك ”تأييد سيادة الإمارات” على الجزر المتنازع حولها مع إيران. وبخصوص الملف السوري، طالب بيان القادة العرب بإيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية وفقا لبيان جنيف 1” و أدانوا ”القتل الجماعي للسوريين واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا” وطالبوا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد السوريين ووضع حد نهائي لاراقة الدماء”. وعلقت وكالة الأنباء السورية الرسمية في مقال تحليلي لها حول القمة، إن كلمات من وصفتهم ب”متزعمي جبهة العدوان على سوريا الذين حضروا ما تسمى قمة العرب” لم تحمل جديدا سوى ”ترديد صرخات الاستغاثة التي يطلقها مرتزقتهم الإرهابيون في سوريا لمدهم بمزيد من الأسلحة أو التدخل بأي شكل من الأشكال لإنقاذهم بعد أن تلقوا العديد من الهزائم.