أكد البيان الختامي للقمة العربية بالكويت أن دورة الكويت ال25 "رسخت أعمالها لتعزيز التضامن العربي لتحقيق نهضة عربية وشددت على رفض القادة العرب الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل". وأكد البيان الختامي الذي تلاه في اختتام أشغال الدورة خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتي على "التزام الدول العربية بما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول الأعضاء الرامية إلى توطيد العلاقات العربية-العربية وتمكين أواصر الصلات القائمة بين الدول". وجدد القادة العرب في بيانهم التعهد بإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة وبصيرة منفتحة. وبالنسبة للقضية الفلسطينية التي اعتبرها العرب قضيتهم المحورية فقد أكد "إعلان الكويت" الرفض "القاطع والمطلق" للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وهو مبدأ تشترطه إسرائيل ويهدد بإفشال الجهود الأمريكية لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذا ودعا القادة العرب مجلس الأمن الدولي إلى"تحمل مسؤولياته لحل الصراع" الإسرائيلي الفلسطيني على"أساس حل الدولتين بحدود 1967" محملين إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن تعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الأوسط. كما أكد قادة الدول العربية على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وبطلانها القانوني وطالبوا المجتمع الدولي بمواصلة جهوده لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وأعرب الزعماء عن "إدانتهم الحازمة" للانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى المبارك ورفض محاولات الاحتلال الإسرائيلي انتزاع الولاية الأردنية الهاشمية عنه مطالبين المجتمع الدولي والهيئات الدولية ذات الصلة بتحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على المسجد الأقصى وفقا للقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن. أما عن الأزمة السورية فقد دعا العرب في بيانهم إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة وفقا لبيان مؤتمر جنيف 1 الصادر في 2012 وذلك بما يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة ترابها الوطني مطالبين النظام السوري ب"الوقف الفوري" لجميع الأعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين ووضع حد نهائي لسفك الدماء. كما أعلن البيان الختامي للقمة عن دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره "ممثلا شرعيا للشعب السوري". وأكد البيان "الترحيب" في شغل الائتلاف الوطني السوري مقعد دمشق في الجامعة العربية ك"ممثل شرعي" للشعب السوري دون ذكر عبارة "وحيد" على أن يتم استكمال الخطوات القانونية لتحقيق ذلك. وظل مقعد سوريا شاغرا هذه السنة بعد أن شغلته المعارضة السورية في القمة العربية الماضية في الدوحة. كما دعا المجتمع الدولي إلى الإسهام بفاعلية وعلى نحو عملي لتحقيق الحل السياسي للأزمة السورية ووضع حد نهائي للحرب الدائرة والاقتتال. أما فيما يخص قضية الإرهاب فقد حث القادة على العمل الجاد والحثيث على مقاومة هذه الظاهرة واقتلاع جذورها مع التجفيف منابعها الفكرية والمادية. وطالبوا بوقف كافة أشكال النشر أو الترويج الإعلامي للأفكار الإرهابية أو التحريض على الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الأديان والمعتقدات. وأعلنوا رفضهم البات لكافة أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية سواء بالتهديد أو قتل الرهائن أو طلب فدية لتمويل جرائمها الإرهابية مجددين التأكيد على إدانتهم الحازمة للإرهاب بجميع أشكاله وصوره وأيا كان مصدره باعتباره "عملا إجراميا" أيا كانت دوافعه ومبرراته. من جهة أخرى أكد البيان الختامي الحرص الكامل للدول العربية على تعزيز الأمن القومي العربي بما يضمن سلامة الدول العربية ووحدتها الوطنية والترابية من خلال الحرص على تمتين قدرة الدول العربية على مواجهة الصعوبات الداخلية التي تمر بها والتحديات الخارجية المهددة لسلامتها بما يمكن من تسارع عملية النمو وتحقيق التنمية الشاملة. كما أكد القادة العرب التزامهم بتوفير الدعم والمساندة للدول التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي من اجل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وهياكلها ونظمها التشريعية والتنفيذية وتوفير العون المادي والفني لها. و أشار الإعلان إلى التأكيد على التضامن مع لبنان والحرص على سلامة الدول العربية ووحدة أراضيها بالإضافة إلى تكريس الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية. وعقب الانتهاء من إعلان بنود البيان الختامي للقمة العربية ال25 أعلن الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور أن القمة العربية ال 26 ستعقد في القاهرة. وكان القادة العرب عقدوا جلستين صباحية ومسائية وكان من المرجح أن يتضمن "إعلان الكويت" توجهات عامة لتحسين التضامن العربي بالإضافة إلى توجهات تتعلق بقضايا مصيرية أبرزها قضية فلسطين والوضع في سوريا ودعم لبنان وليبيا واليمن والصومال.