كشف، مراد بتروني مدير التراث بوزارة الثقافة، بأنّ قناع ”الغورغون” الذي استلمته السلطات الجزائرية أول، أمس، من نظيرتها التونسية لا يزال بحالة جيدة ولم يتعرض لتلف كبير، سوى بعض الخدوش الطفيفة التي طالته بسبب نقل القطعة لأكثر من مرّة. وأكدّ الخبير في مجال التراث وحمايته مراد بتروني، على هامش عملية استرجاعه بأنّ قناع ”غورغون” الذي نهب سنة 1996 من متحف ”هيبون” للآثار قرب مدينة عناب، بأنّه عقب اجتماع خبراء تونسيين وجزائريين مختصين التراث والآثار أسبوعا قبل التسليم قد لاحظوا بعد الخدوش التي طالته جراء عملية نقله، إضافة إلى خطّ رفيع لطبقة من الدهان الأخضر، وأثار جبس عليه، فالمرجح حسب قولههم أنّه أسند لحائط مما تسبب في خدشه. هذا وقد عادت القطعة إلى الجزائر، أول، أمس، بعد أن سلّمت السلطات التونسية، في اليوم نفسه وزارة الثقافة الجزائرية قناع ”الغورغون” التحفة الأثرية القيمة التي نهبت زمن الإرهاب من متحف ”هيبون” للآثار بعنابة عام 1996، وعثر عليه بعدها داخل بيت صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في أعقاب قيام الثورة التونسية جانفي 2011. حيث جرى تسليم التحفة الأثرية الثمينة قناع ”الغورغون” المصنوع من الرخام الأبيض، لوزيرة الثقافة خليدة تومي، بمتحف قرطاج، بحضور وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي وسفير الجزائربتونس عبد القادر حجار، حيث قالت تومي” أنّ هذا الممتلك الجزائري قد سرق عندما كانت الجزائر منشغلة بمحاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف من أجل إنقاذ الكيان الجمهوري للدولة والدفاع عن الأمة الجزائرية”. معتبرة في السياق أنّ استرجاع هذه القطعة الأثرية القيمة يعدّ بمثابة استرجاع ممتلك ثقافي للأمة الجزائرية واعتبرته بمثابة جزء لا يتجزأ من كيانها وهويتها الثقافية. وفي السياق ذاته أوضحت الوزيرة تومي بأنّ الإرهاب ساهم بشكل سلبي بعد أن خلق ظروفا ملائمة تطورت فيها كل أشكال المتاجرة غير الشرعية التي تعتبر ممولا رئيسيا لمخططاته وقواعده على غرار تجارة الأسلحة والمخدرات والتهريب لكل أنواع الممتلكات الثقافية بحسب تصريحها. وفي معرض حديثها دعت تومي إلى ضرورة حماية والحفاظ على التراث الثقافي المشرك بين البلدين تونسوالجزائر من خطر المتاجرة غير القانونية وذلك من خلال محاربة ومكافحة صارمة بتنسيق مشترك من الطرفين ضد التهريب والإرهاب على حدّ السواء. بدوره أشار وزيرة الثقافة التونسي مراد الصقلي بأنّ قناع ”الغورغون” تحفة أثرية حق وملك للشعب الجزائري وأنّ تسليمه للجزائر يعدّ بمثابة أولّ انطلاقة لتحقيق تعاون مشترك قوي وفعال بين السلطات التونسية ونظريتها الجزائرية. تجدر الإشارة أنّ قناع ”غورغون”، قد سرق من الموقع الأثري ”هيبون” بالشرق الجزائري عام 1996 قبل أن يتم العثور عليه داخل بيت صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في أعقاب قيام ثورة الياسمين، ومعلوم أن هذه القطعة الأثرية التي تزن أكثر من 300 كيلوغرام ، اكتشفت عام 1930 خلال حفريات قام بها فريق عالم الآثار الفرنسي شوبو بالقرب من الموقع الأثري هيبون بالشرق الجزائري. وعلى إثر العملية يتابع صخر الماطري صهر الرئيس التونسي الأسبق قضائيا بتهمة ”تهريب التحف الأثرية والتحويل غير القانوني لأملاك محمية وامتلاك تحف أثرية غير مصرح بها”..