تحضر لجنة عقلاء حزب جبهة التحرير الوطني للاحتفالات الخاصة بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وأحداث وطنية أخرى متصلة بثورة التحرير، كأحداث 8 ماي 1945، حتى تكون في مستوى الرد على الاحتفالات الممجدة للاستعمار الفرنسي، التي تحضر بباريس برعاية مباشرة من قصر الإليزيه. ونفى عضو المكتب السياسي للحزب، عبد الرحمن بلعياط، أن يكون استحداث اللجنة بدعة بادر بها الأمين العام عبد العزيز بلخادم، وقال إنها فكرة قدمت للأمين العام السابق، عبد الحميد مهري، خلال المؤتمر الاستثنائي سنة 1989. وعاد عضو المكتب السياسي للافالان وأحد أعضاء لجنة العقلاء إلى خلفية إنشاء اللجنة عندما اقترحت الفكرة على الأمين العام الأسبق للحزب، عبد الحميد مهري، خلال انعقاد المؤتمر الاستثنائي سنة 1989، وذلك بهدف مرافقة التغييرات التي فرضتها التعددية آنذاك بعد أحداث 5 أكتوبر 1988، وقال إن عضو المكتب السياسي، حسين ساسي، عرض على مهري إدراج الفكرة في القانون الأساسي للحزب، وألا توكل لها القضايا النظامية فحسب، وإنما أيضا الأمور السياسية والأمنية والمصيرية المتصلة بالحزب والدولة معا. وأضاف عبد الرحمن بلعياط، في تصريح ل “الفجر” أن لجنة العقلاء التي يترأسها بوعلام بن حمودة تحضر لبرنامج ثري، وتتصدره الأحداث الوطنية والتاريخية، زيادة على متابعة التحولات الحاصلة في العالم العربي وأهم تداعياتها على الجزائر. وعلى الرغم من تأكيد المتحدث أن النزاعات التي تشهدها بعض الهياكل بالقاعدة هي من اختصاص هيئة التنظيم، إلا أنه أوضح أن لجنة العقلاء تقوم بإعداد تقارير مفصلة عن اجتماعات اللجنة المركزية وتسجيل جميع الاقتراحات وانشغالات المناضلين وإطلاع الأمين العام للحزب عن فحواها، في إجراء لا يخلو من محاولة القيادة الحالية امتصاص غضب المناضلين على مستوى اللجنة المركزية وتطويق حجم الاحتجاجات التي تقودها حركة تقويم وتأصيل الأفالان وتمهيد الأرضية للاستحقاقات المقبلة المقررة سنة 2012. وفي أشبه بالرد على المشككين في جدية عمل اللجنة، قال بلعياط إن عمل اللجنة ليس بديلا عن اللجنة المركزية ولا وصيا عليها، وإنما هي مؤسسة مرجعية يستنير بها الأمين العام وتقوم بمعالجة ما يطرأ في حياة الحزب من مستجدات، وتلك التي تكون فيها الحلول مستعصية، وهي إشارة واضحة للذين علقوا على استحداث اللجنة ووصفوها بالبدعة، وراح البعض الآخر يصفها بلجنة “المجانين”. ونفى عبد الرحمن بلعياط أن يكون بعض الأعضاء القياديين الذين وجهت لهم دعوات لحضور أشغال اللجنة، معارضين للفكرة، مشيرا إلى أن الذين رفضوا الفكرة تبقى مواقفهم شخصية وليست جماعية، وقال إن “هذا لن يثني اللجنة عن أداء مهامها وتقديم الاستشارة متى أراد الأمين العام ذلك”.