وجّه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، مراسلة خاصة لخصومه من قيادات الحزب يتقدمهم عضوا المكتب السياسي السابقين عبد الرحمن بلعياط وقاسة عيسي، بالإضافة إلى عبد الكريم عبادة، يطالبهم فيها بإعادة كافة الممتلكات الخاصة بالحزب لأنهم "لم يعودوا يمثلون الأفالان وأصبحوا يتحركون خارج الأطر النظامية" حسبما جاء في المراسلة. وذكرت مصادر ل«البلاد" مقربة من الأمين العام للأفالان عمار سعداني، أن هذا الأخير قد وجّه إعذارا لخصومه من أجل "التخلي عن ممتلكات الحزب وإعادتها إلى القيادة الحالية"، وذلك في مراسلة خاصة وجهها مؤخرا لكل من عبد الرحمن بلعياط، قاسة عيسي، وعبد الكريم عبادة الذين يحضرون لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية من أجل تنصيب قيادة جديدة للحزب، حيث يطعن هؤلاء في شرعية القيادة الحالية. وتضمنت المراسلة تحذيرا لهذه القيادات من "استغلال ممتلكات تعود لحزب جبهة التحرير الوطني دون امتلاك الصفة المخولة لاستغلالها ودون ترخيص من القيادة العليا للحزب"، ويتعلق الأمر حسب مصادر "البلاد" بفيلا فخمة متواجدة بأعالي العاصمة، تستغلها هذه الأطراف لإقامة لقاءات لقيادات حزبية وأعضاء في اللجنة المركزية، تحضيرا لعقد الدورة الاستثنائية. إلى جانب ثلاث سيارات فاخرة من نوع "باسات"، تم اقتناؤها في الفترة التي كان فيها بلخادم أمينا عاما. وفي شق متصل، أمر سعداني لجنة المالية بإعداد "تقرير مفصل" يتعلق بمراجعة ميزانية تسيير الحزب وجرد الممتلكات الخاصة به، خلال عهدة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم. ويفهم من إجراء سعداني هذا أنه جاء ردا على التحاق بلخادم بخصومه تحت قيادة بلعياط، وتوقيعه إلى جانب أعضاء آخرين في اللجنة المركزية من أجل عقد دورة استثنائية، حيث يسعى سعداني حسب أطراف داخل الأفالان من خلال تحريكه لألية المحاسبة ولجنة المالية إلى إثبات أي خلل مالي في تسيير الحزب خلال الفترة ذاتها. ومن جهة أخرى، ردت مجموعة من أعضاء اللجنة المركزية وما يعرف بحركة شباب حزب جبهة التحرير الوطني على انتقادات رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس الموجهة لعمار سعداني، والتي وصف فيها هذا الأخير بالشخص "غير المسؤول"، وقال إن "اتهاماته للمؤسسة الأمنية كاذبة ومبنية على باطل وتشوه صورة الجزائر وتشهر بها وتزعزع استقرارها". وقد اعتبرت اللجنة المركزية وحركة شباب الأفالان في بيان لها أمس أن كلام بن يونس تحامل وتدخل سافر في شؤون حزب جبهة التحرير الوطني. وخاطب البيان نفسه بن يونس قائلا "لا يمكن بأي حال من الأحوال استغباء ذاكرة الشعب بتصريحات مغالطة"، مطالبا هذا الأخير ب«العودة لمواقفه عندما كان ينادي بالتدخل الخارجي في الشأن الداخلي للجزائر، ولم يكن يتورع في اتهام مؤسسات الدولة ورموزها والمساس باستقرار البلد عبر المطالبة بفرق تحقيق أوروبية لما كان يحدث في الجزائر في التسعينات".