المرمز.. مادة لها تاريخ كبير بولاية ميلة، وهو عبارة عن دقيق مستخلص من سنابل الشعير غير الناضجة، ويتم إعداده أياما قليلة فقط قبل بدء عملية الحصاد والدرس. المرمز أكلة شعبية ينصح بها لمعالجة الأمعاء الغليظة ودبغ المعدة وإزالة الحموض والغازات من البطن، وهي عبارة عن تشيشة الشعير تمر عملية إعداده بعدة مراحل، حيث تحصد سنابل الشعير نصف الطازجة بواسطة المنجل، وتجمع في شكل حزم صغيرة قدر قبضة اليد، لتقوم النسوة بعملية ”التشواط” سواء على نار من الحطب أو على مواقد الغاز، وتفضل الطريقة الأولى لأن رائحة الفحم أطيب، وبعد إنهاء العملية يتم تحضير الرحى الصخرية لطحن حبوب المرمز وتحويلها إلى دقيق. ولا يتم الاستفادة من المرمز وطهيه إلا بعد التخلص من النخالة بواسطة السيار. وفي هذا الشأن، كشف أحد الفلاحين لإذاعة الجزائر بميلة، أن مادة المرمز تعتبر مادة طبيعية وتعود إلى سنوات مضت، كما أن القيمة الغذائية لمادة المرمز وكذا الطريقة السهلة لإعداد أطباق منوعة جعلته يتربع على قائمة الأطعمة في زمن مضى وذكرى جميلة في وقتنا الحاضر. مضيفا أنها عبارة عن سنابل الشعير، في حين أكدت سيدة أخرى أن مادة المرمز هي عبارة عن الشعير قبل أن تصفر سنابله، حيث يقوم الفلاحون بحصد سنابل الشعير يدويا باستعمال مناجل تقليدية، ثم يتم ربطه على شكل حزم حسب الكمية التي تم حصدها، ليتم نقله إلى البيت وضربه ضربا خفيفا بالعصي والعيدان. وبعد أن يتم هرس حبات السنابل يبقى التبن الذي يتم رميه ليغربل فيما بعد باستعمال السيار، ويتم فيما بعد وضعه ليفور في الكسكاس من طين بعد وضعه على النار. وفي سياق متصل، كشف أحد الفلاحين أنه يتم إعداد الكثير من الأطباق بالمرمز. كما أنه يستغل في إعداد طبق ”الطمينة” وكذا لإعداد طبق ”الروينة” أو”بوخمر” الذي يعد بالماء الساخن والزيت. كما أن بعض العائلات تصنع منه شربة المرمز وهي شربة تشبه شربة الفريك ويتم الإفطار عليها في رمضان.