نشرت جريدة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، في عددها الصادر أول أمس، حوارا شاملا ومطولا مع مديرة نشر جريدة "الفجر"، حدة حزام، وذلك على خلفية الأزمة التي تتعرض لها الجريدة وغيابها عن أكشاك مناطق وسط البلاد لمدة أسبوع، بسبب إقدام مطبعة الوسط على توقيف سحب الجريدة بحجة الديون المتراكمة والتي تم تسويتها سابقا مع المطبعة في إطار إعادة الجدولة. أكدت مديرة نشر جريدة ”الفجر”، حدة حزام، خلال هذا الحوار، أن معنوياتها مرتفعة جدا، حيث تبذل مجهودات جبارة على الرغم من المضايقات التي تتعرض لها جراء إقدام مطبعة الوسط على توقيف طبع الجريدة، الأمر الذي يضع 70 عاملا أمام مصير مجهول. وتطرقت ”الوطن” أيضا إلى المسيرة الحافلة لمديرة النشر، بدءا من تخرجها والتحاقها بمهنة المتاعبا رغم أن دراستها العليا لم تكن كذلك، إلا أنها التحقت بالمجال انطلاقا من جريدة ”المساء”، وتألقت في عدة مواضيع كسرت من خلالها ”طابوهات” لتؤسس جريدتها الخاصة سنة 2000، وتحديدا يوم 5 أكتوبر، وكيف طرقت جميع أبواب المسؤولين السامين في الدولة بسبب غياب العدالة في منح الإشهار. وتحدثت حزام عن التعثرات التي واجهتها مع تأسيس ”الفجر”، مشيرة إلى أن مشاكل ”الفجر” بدأت على محمل الجد بعد إعادة انتخاب بوتفليقة لعهدة ثانية، وقالت إنه ”كنت بالفعل ضد عهدة ثانية، وكنت ضد إدارة الأسرة في الدولة، وما زلت، وأعربت بوضوح عن موقفي من خلال معارضة عهدة رابعة”. وأشارت المتحدثة إلى مشكلتها مع مطبعة الشرق سنة 2006، بعد نشوب نزاع مع مطبعة الشرق، تحت ذريعة تقديم شيك بدون رصيد، وقضائها 18 يوما بسجن الحراش، إلا أنها صمدت في وجه كل الصعاب مستمدة قوتها من والدها المجاهد، وأمها الشاوية. وشددت ”الوطن” على أن حزام استمرت في خطها وتمسكت بمواقفها خلال السنة الجارية، خاصة بعد إعلان الوزير الأول عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة. وعادت حزام، للحديث عن قضية الساعة، مؤكدة أن ديونها الحالية تقدر ب5.4 مليار سنتيم، بعد قرار إعادة الجدولة المبرم سنة 2013، إلا أن مطبعة الوسط لم تلتزم بذلك وقررت توقيف الطبع، مشيرة إلى أنها واثقة جدا من العدالة التي ستفصل في القضية، ولم تستبعد توجهها نحو العالم الافتراضي من خلال تحويل الجريدة من النسخة الورقية إلى النسخة الإلكترونية. مديرة جريدة ”الفجر” تكذّب تصريحات وزير الاتصال حول مداخيل الإشهار وتنشر الأرقام ”هذه مداخيلي من الإشهار يا سيادة الوزير” كذبت مديرة نشر جريدة ”الفجر” التصريحات التي أدلى بها وزير الاتصال، حميد ڤرين، لوسائل الإعلام والتي مفادها حصول الجريدة على مبلغ 3 ملايير سنتيم شهريا، كعائدات الإشهار من الوكالة الوطنية للنشر والإشهار. وحسب الوثيقة التي تنشرها ”الفجر” لقرائها، فإن المبلغ المحصل عليه سنويا من عائدات الإشهار يقدر ب93.542.606.79 دينار، مع احتساب جميع الرسوم خلال سنة 2013، وهو الرقم الذي يبطل مزاعم الوزير الذي أكد أن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار تقدم مبلغ 3 ملايير سنتيم للجريدة شهريا. وحسب البيانات الرسمية الصادرة عن مكتب المحاسبة لإدارة الجريدة، فإن المعدل الشهري لمداخيل الإشهار يقدر ب6.470.030.30 دينار، أي 600 مليون سنتيم شهريا تقريبا، وهذا ما يوضحه الجدول المرفق الذي يحتوي على تفاصيل المدخول الشهري للجريدة من الوكالة الوطنية للنشر والإشهار.