اشتكت القابلات العاملات بولاية ميلة، من الظروف الكارثية لمسشفيات الولاية وعن تدهور كبير لظروف العمل التي يؤدين فيها وظيفتهن، حيث التغطية الطبية بطبيب مختص تكاد تكون منعدمة ولا يوجد سوى طبيبان اثنان مختصان في التوليد لأكبر مصلحة ولادة بالولاية تتدفق عليها الحوامل والمريضات بشكل رهيب. وطالبت القابلات بتحسين ظروف العمل وتوفير التأطير الطبي بالأخصائيين في الولادة، معربات عن رفضهن دفع ثمن نقص التأطير وضعف التغطية وانعدام الشروط الملائمة للعمل وغياب الأمن، حيث تتعرضن في كل مرة للضرب والسب والشتم مقابل تحملهن لأخطاء الآخرين وتقصير بقية الجهات. ومن جهتها كشفت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات، عقيلة قروش، على هامش ملتقى علمي بدار الثقافة تحت شعار ”القابلة تغير العالم والأسرة”، أن عدد القابلات في تراجع رهيب خلال السنوات الأخيرة بسبب لجوء الكثير منهن إلى التقاعد فرارا من المشاكل اليومية التي أثقلت عاتقهن، خاصة بسبب المتابعات القضائية التي لا تكاد تنتهي، والإدانات التي تجاوزت كل الحدود، ما جعل القابلة تعيش كابوسا نغص عليها حياتها، فإن عدد القابلات سنة 2013 على المستوى الوطني قدر ب 7143 قابلة. عدد عرف تقلصا ملحوظا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، وتؤكد رئيس جمعية القابلات أن القابلة غالبا ما تدفع ثمن أخطاء الآخرين وتتحمل مسؤولية غيرها، ما جعلها تتعرض لنوبات وأزمات نفسية دفعت بها لرمي المنشفة. وبدوره أكد الدكتور عرعار زايدي، طبيب منسق ومكون بمستشفى وادي العثمانية، خلال مداخلته، أن القابلة تمثل واحد من عشرة من مجموع عوامل أخرى تدخل في نجاح عملية التوليد. وأجمع المتدخلون على أن القابلة تواجهها مشاكل عديدة في أداء مهامها منها ما يتعلق بالتجهيزات ومنها ما هو مادي، فالوضعية الحالية للهياكل الاستشفائية غير الملائمة والمحيط غير المناسب وغياب التحفيز.. كلها تساهم في مشاكل التوليد، وليست القابلة وحدها المسؤولة عن أي تقصير. داعيا إلى ضرورة تكوين القابلات تكوينا متواصلا إلى جانب تخصصهن في مهام محددة للقابلات مع العناية بجانب المناجمنت في تكوينهن.