أجمع المشاركون في الطبعة الحادية عشر من فعاليات مهرجان الأغنية البدوية والشعر الشعبي، التي اختتمت نهاية الأسبوع بتيسمسيلت، أن المهرجانات الثقافية والملتقيات الفكرية باتت المتنفس الوحيد للمبدعين والنخبة المثقفة في الجزائر. من خلال أعمال تحمل بين طياتها عوالم المعاناة والألم الذي يعيشه الفنان وينتظر التفاتة من قبل السلطات لإبراز ملكاته الإبداعية في إطار مهرجانات منظمة تحتاج هي الأخرى لإمكانيات كبيرة. الشيخ عطا الله:”لا نريد قراءة قصائد لأنفسنا بل نريد جمهورا نقرأها له” في السياق ذاته تحدث عدد منهم ل”الفجر” عن الموضوع وما يخفيه، حيث ثمنّ الشاعر والممثل الشيخ عطا الله، مجهودات مدير الثقافة بتيسمسيلت في إحياء فعاليات الطبعة الحادي عشر للمهرجان، معتبرا المهرجان مدرسة للشعر الشعبي والأغنية البدوية، إذ به يتطور نحو الأفضل والأحسن، فهو فرصة لكسب خبرات جديدة من جراء الاحتكاك بالشعراء الكبار والمحترفين. معيبا على غياب الإعلام لترويج لحدث مهم كهذا، ما ساعد - حسبه - على عدم تمكن كبار السن من الشيوخ حضور فعاليات الطبعة الشعرية، والذين اعتبرهم محدثنا من أحسن وأهم شريحة من الجمهور كونها أقرب إلى فهم معاني القصائد الشعرية والتواصل مع الشعراء.. قائلا ”لا نريد أن نقرأ قصائد شعرية لأنفسنا ولزملائنا بل نريد جمهورا نقرأ له”، داعيا في ذات السياق إلى محاولة إيصال صوت الشاعر إلى عدد كبير من المتلقين وذلك بوضع شاشات من الجحم الكبير خارج جدران دور الثقافة، حتى لا يقتصر سماع القصائد على الشعراء فقط. الشاعر محمد مخفي من معسكر: ”نحتاج إلى مقاهي ثقافية للتواصل الدائم بين الشعراء” وبدوره دعا محمد مخفي، شاعر من مدينة معسكر، إلى ضرورة إنشاء نواد ومقاهي ثقافية من أجل الحفاظ على التواصل بين الشعراء وعدم حصرها في الملتقيات والمهرجانات ”السنوية”، حيث يراها بمثابة المتنفس الحقيقي والوحيد الذي يعمل على لم شمل النخبة المثقفة من شعراء والأدباء. كاشفا في الصدد أن معسكر تعج بالنوادي الثقافية كنادي ”وحي القلم”، والذي يعتبر من أهم الفضاءات الأدبية التي ولدت من رحم إصرار مبدعي المدينة على الاحتكاك ونقل الخبرات بينهم والإفساح المجال أمام الجيل الجديد من الشباب، مثمنا في ذات الوقت حفاوة الاستقبال الذي لقيه من قبل مشرفي على المهرجان كونه لأول مرة تحظى ولايته بالشرف المشاركة في فعالية ضخمة كهذه. وللشاعر والكاتب محمد مخفي مجموعة شعرية وموسومة ب”قديستي” صدرت في 2013 بدار النشر الوسيط، تحكي سيرة إنسان يبحث عن ذاته في الآخر وعن الرومانسية التي نعرف ممارستها ويطمح مخفي إلى ولوج عالم الرواية، معتبرا إياها اقرب الي ذاته من الشعر. محمد عدان: ”نجاح طبعات المهرجان الشعر الشعبي بتسمسيلت استفز المسؤولين” أكد عدان محمد، المدير السابق لدار الثقافة بتيسمسيلت، أن النجاح الذي حققته طبعات المهرجان الأغنية البدوية والشعر الشعبي دفع المسؤولين إلى التفكير في إنشاء هياكل قاعدية تستوعب الكم الهائل من المشاركين والمتوافدين من كل الولايات، مشيرا إلى أن مشكل غياب المراكز الإقامة يثار في كل مرة في توفر فقط على أربع فنادق وبيت للشباب.. معتبرا في هذا السياق أن جهود النخبة المثقفة بالولاية في إبراز الموروث الثقافي والتراث هي من أعطت دفعا حقيقيا لترقية وتفعيل العمل الثقافي الأدبي والفني والإبداعي بالمنطقة. كما اعتبر محدثنا أن خلق المهرجانات ساهم بشكل كبير في إرساء جسور التواصل ولم شمل العديد من الفنانين والمبدعين من ربوع الوطن ومن ثم مرافقة أعمالهم والاهتمام بها، بالإضافة إلى أن المهرجانات - يضيف محدثنا - فتح بابا لمناقشة بعض الإشكاليات التي تعتري الساحة الثقافية من خلال عقد ندوات وتنظيم محاضرات ودراسات حول التراث المادي في ظل نقد وتقيم المراحل التي أنجزت لخدمة المسار الثقافي، مع إشراك الأفراد الفاعلين لتسير الشأن الثقافي وبلورته مع محاولة توثيقه وتوزيعه. معطيات يراها عدان محمد دفعت بمسؤولي القطاعات إلى إنشاء هياكل قاعدية وتجهيزها لنهوض بالحركة الثقافية بالولاية.