شارك المواطن المغربي زكريا مومني وهو بطل عالمي سابق في “التاي كوان دو” في الملتقى الدولي الذي نظمته منظمة العفو الدولية، في مدينة سامبريو غرب فرنسا حول “التعذيب في العالم والإفلات من العقاب”، حضره أكثر من 600 حقوقي. سرد مومني خلال الملتقى تجربته الخاصة مع التعذيب الذي يمارسه المخزن على الأشقاء المغاربة، محملا المخابرات المغربية والسكرتير الخاص للملك، منير الماجيدي معاناته وما قساه من تعذيب. وقال مومني بشأن الماجيدي أنه كان وراء اعتقاله والتسبب في التعذيب الذي تعرض له. وأضاف زكريا قائلا “منير الماجيدي هددني بالقتل عندما تظاهرت أمام الإقامة الملكية في بيتز شمال باريس”. وفي سياق حديثه، تحدث مومني بسخرية عن الخطاب الرسمي المغربي الذي يدعي المثالية ويختبئ وراء “نظرية المؤامرة ضد مصالح البلاد…بينما تاريخ البلاد مليء بأمثلة عن خروقات حقوق الإنسان من تزمامارت الى درب مولاي الشريف وتقارير المخابرات الأمريكية التي أكدت وجود التعذيب في تمارة”. وقال أن الملك محمد السادس لم ينفي وجود حالات تعذيب في البلاد. وطالب النظام التحلي بالجرأة السياسية وفتح تحقيق في ملفات التعذيب. وكان ملف مومني، قد انفجر سنة 2010، حين تعرض للاعتقال بسبب خلاف مع سكرتير الملك، واتهم مدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي بتعريضه للتعذيب، وتلفيق ملف اتهام له زورا من أجل محاكمة صورية بسنتين سجنا. ورفع دعوى ضد عبد اللطيف الحموشي أمام القضاء الفرنسي، وقرر المغرب إثرها تجميد التعاون القضائي مع فرنسا. وكان المغرب قد رفع دعوى بتهمة الوشاية ضد زكريا أمام محكمة باريس، وفي إجراء مثير وغريب، تم سحب الدعوى. وتبنت منظمة العفو الدولية ملفه دوليا، حيث تركز عليه منذ سنتين في المنتديات والمحافل الدولية، وكانت جمعيات حقوقية وطنية مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ودولية أخرى مثل هيومن رايت واتش والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان قد نددت بما تعرض له. وفي السياق، شهدت مدينة الرباط خلال الأيام الماضية نشاطا من تنظيم المنظمة للتنديد بالتعذيب في المغرب، حيث اختارت هذه المنظمة العالمية المغرب ضمن ثلاثة دول أخرى وهي المكسيك وأذربيجان ونيجيريا لوقف التعذيب فيها، كما كانت سفارة المغرب في مدريد مسرحا لتظاهرة أخرى مناهضة للتعذيب.