على الرئيس أن يقف بالمرصاد لما تتعرض له الجالية الجزائريةبفرنسا مثلما قام به الرئيس السابق زروال مع شيراك في 1996 انتقد العضو القيادي في حركة العدالة والتنمية، حسان لعريبي، الصمت الذي التزمته السلطات الجزائرية إزاء الأعمال التي مست أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا من قبل اليمين المتطرف، خلال مناصرتهم المنتخب الوطني. ودعا الرئيس بوتفليقة إلى الرد على تلك الاستفزازات، خاصة وأن الحكومة الفرنسية شريكة في الموجة التي مست أبناء الجزائر بالخارج. وأضاف حسان لعريبي أنه يجب عدم التردد وممارسة سياسة النعامة، لأن ”فرنسا الاستعمارية لازالت تنظر إلينا باستهجان وكأنها لا زالت صاحبة اليد الطولى في بلادنا”، وتابع بأنه على الرئيس أن يقف بالمرصاد لما تتعرض له الجالية الجزائريةبفرنسا، مثلما قام به الرئيس السابق اليمين زروال مع جاك شيراك سنة 1996، و”ينتفض انتفاضة الثائر غيرة على الجزائر، لا سيما ونحن نستقبل في هذه الأيام أعز ذكرى على قلوبنا، ألا وهي الذكرى 52 للاستقلال، فسنكون بهذا قد برهنا لفرنسا بأننا أحرار، ويكون شهداؤنا عند الله منبسطين، لأنهم تركوا خلفهم رجالا وطنيين مخلصين لا يقبلون الذل ولا المهانة”، على حد تعبير النائب. واستنكر العضو القيادي في حزب العدالة والتنمية، حسان لعريبي، التطاول الذي صدر من اليمين المتطرف، ضد أفراد الجالية الجزائرية الذين تعرضوا للإهانة والتهديد لمجرد أنهم خرجوا لمناصرة المنتخب الوطني، داعيا إلى رد الاعتبار، ولأن الصمت يعكس غياب السيادة الوطنية، مسترجعا الجهود والتضحيات التي قام بها أفراد الجالية لبناء فرنسا وتشييدها بعد الاستقلال وتخلصها من الاستعمار الألماني، لتقابل اليوم بحقد ورفض من اليمين المتطرف. وواصل النائب في بيان تلقت ”الفجر” نسخة منه، أن الجالية الجزائرية ساهمت ”في بناء بنيتها التحتية بتلك السواعد الفتية مع الأجر الزهيد ومعاملة البعض منهم معاملة العبيد، هي اليوم تتيح لليمين المتطرف العنصري الحاقد أن يتربع ولو جزئيا على السلطة، حتى يطرد الذين بنوا فرنسا وصار البعض من ذوي جنسيتها باسم أنهم غير فرنسيين، وأن فرنسا للبيض وليست للسمر والسود”، وأبرز أن مثل هذا التصريح الاستفزازي يجب أن لا يمر دون تنديد واسع، من جميع الطبقة السياسية والرسمية، لأن هذا التصريح عدواني حاقد على الجزائر، و”ينظر صاحبه إلينا وكأننا لسنا دولة مستقلة ذات سيادة”. واعتبر حسان لعريبي الصمت الذي التزمه الموقف الفرنسي الرسمي، يعكس تواطؤه، لأنه لم يندد بهذه التصرفات، وقال إن ”السكوت الرسمي الفرنسي عن مثل هذا التصريح يعتبر الحكومة الفرنسية شريكة مباشرة في هذا التصريح العدواني ضد جاليتنا بفرنسا”، وشدد على أنه ”لا يجب أن يمر هذا التصريح دون رد رسمي وشعبي في الجزائر”. وتجدر الإشارة إلى أن الأحزاب السياسية في الساحة الوطنية التزمت الصمت كالعادة، وقامت بذلك الصحافة بدلا عنها، بل إن أطرافا في فرنسا رفضت ما تعرض له أبناء الجالية، في وقت لم تتحرك فيه أي جهة بالداخل ساكنا.