اتحاد التجار وفيدرالية المستهلكين يتهمان المواطن بالمساهمة في ارتفاع الأسعار حمّل اتحاد التجار والحرفيين، على لسان رئيسه محمد الطاهر الحاج بولنوار، بعض المواطنين مسؤولية التهاب الأسعار في الأسواق منذ أول يوم من رمضان، حيث يساهم الإقبال الهستيري للناس على السلع، خاصة الخضر والفواكه واللحوم، في ارتفاع الأسعار في الأسواق. وقال بولنوار، في تصريح ل”الفجر”، إن الأسواق الجزائرية عبر الوطن سجلت إقبالا غير مسبوق للناس الذين تهافتوا على شراء وتخزين المواد رغم الوفرة المسجلة، سواء بالنسبة للمواد المحلية أوتلك المستوردة. واستغرب بولنوار هذا السلوك الذي صار سمة لصيقة بالجزائريين غداة حلول الشهر الكريم، خاصة أن وتيرة التبذير ورمي المواد الغذائية ترتفع في رمضان الذي من المفروض أن يكون شهر الاقتصاد شهر العبادة والرحمة والتكافل، لكن جزائريين جعلوا منه شهر الشره والتبذير.. وقد نفى بولنوار أن تكون هناك أي ندرة في أسواق المواد الغذائية المختلفة، بما في ذلك الخضر والفواكه المنتجة محليا، حيث أكد أن 43 سوقا للجملة عبر الوطن قد ضمنت توفير الخضر والفواكه طوال الشهر الكريم وبالكميات المطلوبة، وأن الفلاحين سجلوا وفرة في جميع أنواع الخضر والفواكه بالكميات المنتظرة، ما يساهم في استقرار أسعار السوق، ولكن الإقبال غير المبرر جعل قاعدة العرض والطلب تهلب الأسواق. نفس الشيء بالنسبة للحوم، حيث كشف بولنوار أن الدولة توفر سنويا 70 ألف طن من هذه المادة، وشهد رمضان 2014 استيراد أكثر من 40 ألف طن من اللحوم، وهناك توقعات تؤكد أن الجزائريون سيستهلكون خلال هذا الشهر 50 ألف طن من اللحوم المستوردة دون حساب الكميات المنتجة محليا. من جهة اخرى، كشف الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين، أن إقبال الجزائريين على الاستهلاك يرتفع في رمضان بوتيرة تزيد عن 20 في المائة، حيث كشفت أرقام الديوان الوطني للإحصاء أن الجزائريين يخصصون 60 في المائة من الأجر في رمضان للمواد الغذائية المختلفة، بعدما لم تكن تلك النسبة تتجاوز في الأيام العادية 42 في المائة. وحسب بولنوار فإن إقبال الجزائريين يزيد في هذا الشهر خاصة على الخضر، الفواكه، اللحوم، الحلويات والمشروبات، الأجبان ومشتقات الحليب وكذا الفواكه الجافة. وفي سياق مغاير سجلت الأسواق والمساحات التجارية الكبرى إقبالا قياسيا للجزائريين عشية رمضان وفي اليوم الأول للصيام، فمركز ”أرديس” التجاري مثلا سجل عشية اليوم الأول لبداية شهر الصيام رقم أعمال قدر ب3 ملايير سنتيم. نفس الأمر عرفته تقريبا باقي الأسواق الشعبية ومحلات المواد الغذائية أوتلك الاسواق التي فتحت خصيصا لهذا الشهر، مثل السوق التضامني في ساحة المركزية النقابية. الإقبال الجنوني على التسوق والعيش تحت هاجس الندرة غير المبررة، هو الذي يساهم في التهاب الاسواق، لأن جزائريين متعودون على السلوك العشوائي للاستهلاك. لهذا دعا الناطق باسم فيدرالية المستهلكين، حريز، الجزائريين إلى ترشيد استهلاكهم والحفاظ على النمط الطبيعي في التسوق حتى يحافظوا على استقرار الأسعار. وقال المتحدث إن إقبال الجزائريين على التسوق الجنوني وتخزين المواد الغذائية يعيدهم إلى ”عصر الندرة” وزمن أسواق الفلاح، وكأنهم لم يغادوا تلك الفترة رغم أن الاسواق اليوم والحمد الله تعج وتفيض عن الحاجة بكل ما يحتاجه الناس وحسب الأذواق والرغبات محليا ومستوردا. وفي ذات السياق دعا المتحدث الجزائريين إلى عدم الإفراط في التسوق والاكتفاء بشراء حاجياتهم في حدود المعقول، ودعا خاصة إلى الحذر من حوادث التسممات التي تنقل في الشهر الكريم من المطاعم العامة إلى البيوت، خاصة أن رمضان هذه السنة يتزامن مع موسم الصيف، الذي تكثر فيه مثل هذه الحوادث. ونصح المتحدث باسم فيدرالية المستهلكين، ربات البيوت خاصة، إلى حسن التعامل مع حفظ اللحوم وعدم الإفراط في الأكل التي تؤدى عادة إلى المستشفيات، وهذا عكس ما يدعو إليه ديننا الحيف الذي جعل الصيام واجبا دينيا للارتقاء بالروح وتجديد طاقة الجسم والتخلص من السموم.