أضحت ”الشاربات” تستهوي القسنطينيين وأصبحت تزين موائد سكان قسنطينة، حيث تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بالولاية بالرغم من الأخطار الصحية المحدقة بهم جراء استهلاكها، نظرا لظروف العرض والبيع في الطرقات والشوارع العامة، إذ يتم بيعها في أكياس وقارورات يتم عرضها تحت أشعة الشمس لمدة طويلة، ما يسبب لمستهلكيها تسممات غذائية قد تفضي إلى الوفاة، نظرا لأن هذه المادة تفسد جراء تعرضها للشمس مثلها مثل باقي المواد الأخرى، كما أن مكوناتها الغذائية مجهولة كون جلها منزلية الصنع ولا تحمل لا ختم المصنع ولا قائمة المكونات، حيث يصنع المشروب - حسبما علمنا من بعض الباعة بوسط المدينة - من نكهة الليمون ومادة الخميرة الكيميائية، الأمر الذي يعتبره البعض أمرا بسيطا لكنه في الحقيقة خطير جدا، خاصة في شهر رمضان الذي تزامن وفصل الصيف، والذي لابد من المستهلك أن ينتقي فيه ما يستهلك سواء من جهة النوعية أو ظروف الحفظ والتخزين. من جهة ثانية تشهد قسنطينة خلال الشهر الكريم تجارة الزلابية اكتساحا كبيرا كالعادة، حيث خلال تجولنا يوميا بأحياء وأزقة مدينة الصخر العتيق، نلاحظ أن جل المحلات التي تتوقف عن مزاولة نشاطها خلال هذا الشهر قد تحولت إلى محلات لبيع الزلابية بكل أنواعها. فبالرغم من قدم هذا النوع من الحلويات الذي يعود إلى الحقبة العثمانية إلا أنها مازالت محافظة على مكانتها بين الأنواع التقليدية الأخرى والعصرية، والتي تبرز خاصة في هذا الشهر من السنة، حيث لا نكاد نجد منزلا يخلو منها رغم ارتفاع ثمن الكيلوغرام منها، إذ يعتبر حضور الزلابية ضروريا خلال وقت الإفطار، مثلها مثل الأطباق الرئيسية بالموائد القسنطينية. كما تعرف محلات بيع الزلابية توافد كبيرا عليها من طرف الزبائن، حيث تتشكل طوابير طويلة منذ الساعات الأولى من الصباح إلى غاية الساعات الأخيرة قبيل الإفطار، وقد تنشب معارك للحصول على كيس منها بالرغم من ان الكيلوغرام منها يبلغ ال300 دج، وهو السعر الذي لم يحد من استهلاك العائلات لها خاصة خلال شهر رمضان الكريم.