استنفار عبر مختلف أسواق الجملة والتجزئة .. وطوارئ في وزارة الفلاحة والتجارة، فيما أنفلونزا الأسعار اجتاحت أهم المواد الغذائية للمواطن، حالة من الهستيريا يعيشها المجتمع جراء تحرشات ثلاث مناسبات هامة بجيب المواطن عشية الدخول الاجتماعي المقبل، لكن ومع ذلك رائحة رمضان بدأت تطرق أبواب العائلات الجزائرية .. الشروق ترصد أخبار رمضان من على بعد عشرة أيام .. بدأ العد التنازلي لدخول شهر رمضان العظيم، رائحة رمضان بدأت تطرق هي الأخرى أبواب العائلات الجزائرية، تحضيرات مكثفة داخل المطابخ، مثلما جاري البحث عن الأواني الفخارية وتجميد مختلف المواد التي يمكن أن ترتفع أسعارها.. ونفس المؤشرات تعرفها نوع خاص من المحلات الموسمية تجار البيتزا يستعدون لتغير نشاطهم من البيتزا إلى قلب اللوز .. ظاهرة تستحق فعلا التوقف عندها. محلات "البيتزا" تغير نشاطها مؤقتا ابراهيم، محمد السعيد ثلاث شباب تقاسما محلا لبيع البيتزا في وسط العاصمة، بدأوا يستعدون لتغيير النشاط، صينيات كبيرة لتحضير قلب اللوز واقتناء آلة عصرية لإنتاج " الزلابية" ، كما لم ينسى السعيد أن يكتب على جدارية المحل حلويات رمضانية، اقتربنا من محمد سألناه عن سر " الزلابية " وكيف تصنع لنفاجأ بأنه هو الآخر يتلقى يوميا دروسا مكثفة لتحضير الحلوى الرمضانية ، وبدورنا كان علينا أن نحصل على العنوان المطلوب لا للتعلم بقدر ما كنا نبحث عن معطيات حقيقية لواقع التحضير، وذا كانت السعيد يستعد رفقة شركائه لتغيير نشاط المحل، فإن عمار صاحب محل لبيع المأكولات الخفيفة يعتبر شهر رمضان بمثابة عطلته السنوية، يفضل أن ينام لمنتصف النهار ويصلي التراويح ليلا، يعتقد أن صناعة الزلابية لأهل الإختصاص، مثلنا للبيتزا صناعها، لكن لفريد رأي آخر هو لن يغلق محله قال لنا أنه يستعد لتحضير البيتزا حتى في رمضان، فهناك نوع من الزبائن يفضلون طبق البيتزا على مائدة الإفطار . دروس منزلية لتعليم " الديول" وقلب اللوز خالتي فاطمة عجوز في الثانية والستين من عمرها، لا تزال تحمل في ذاكرتها حنين رمضان القصبة والبوقالات، طرقنا بابها ذات يوم خميس حاولنا أن نضرب عصفورين بحجر واحد، الرغبة في التعلم ومعطيات للموضوع، مع اقتراب حلول شهر رمضان تستقبل يوميا أكثر من 10 فتيات لتعلم مختلف الحلويات وتقنيات الطبخ، بالرغم من أن منزلها لا يزال يحاكي في تصاميمه الهندسة العثمانية، كانت هناك حجرة صغيرة اصطفت على أرائكها فتيات في مقتبل العمر، صوفيا معلمة ابتدائية متقاعدة استهويتها ظاهرة صناعة" الديول" باعتبارها مادة أساسية لمختلف الأكلات الشعبية، قالت لنا أنها شترت لتوها طاجيل الديول بسعر يتراوح ب 700 دج وكان عليها أن تبحث عن خالتي فاطمة لتعلم صناعتها، وبالقرب منها سعاد 17 سنة ماكثة بالبيت مع بداية شهر رمضان تحول بيت العائلة في باش جراح لبيع الحميصا، المعدنوس ، أوارق الشاي، ويقي لها أن تتعلم الديول حتى تكتمل أطباق رمضان، بدت متحمسة ، قبل أن تفاجئها خالتي فاطمة أن تعلم الديول صعب جدا وعليها أن تركز حتى تتعلم، يعتمد طبق صناعة الديول على جودة الطاجين بالدرجة الأولى فحتى لا تلتصق العجينة على الطاجين أن يكون مصنوعا من النحاس الأحمر، وتتكون العجينة من الفرينية، الماء ، قليل من الملح، لكن لا بد أن تمر على يد صانعة ماهرة حتى يصلح الطبق . محلات الزلابية .. استعدادات مكثفة لرفع الأسعار يقترن شهر رمضان عند الجزائريين بحلوياته الخاصة تأتي على رأسها الزلابية وقلب اللوز، كأطباق يومية لابد منها لإتمام السهرة، وتنتشر عبر كل مناطق الوطن، هذه الحلوى التركية الأصل، كنا نحاول أن نتعرف عن سعرها خلال شهر رمضان فكان علينا أن نمر على محل عمي احمد لصناعة حلويات قرطاج كما تشير لائحة المحل، عند عمي احمد لا فرق بين رمضان أو باقي الأيام يوميا يحضر أطباق مختلفة من الحلويات التركية و الدمشقية تأتي على رأسها الزلابية وقلب اللوز، فقط أن الزبائن يزداد عددهم مع شهر رمضان، وإذا كان عمي احمد بيع الزلابية التونسية ب 120 دج للكيلوغرام فإنه لا يضمن سعرها خلال الشهر، فهو كما قال لنا أن سعر زيت المائدة ارتفع، رفقة السكر ومع ذلك لم يدخل أي تعديلات على سعرها محافظا على زبائنهن ولكن إذا كان سعر السوق غدا أعلى فأنه حتما سترتفع أسعارها، ظاهرة أخرى استوقفتنا خلال عملنا الميداني كنا قبل أيام في البليدة، لمحنا صورة أحدهم يقوم بطلاء واجهة المحل قبل أن يكتب عليه زلابية بوفاريك، الظاهرة، أنها لم تعد تقتصر وفقط على سكان هذه المنطقة أو حتى بوفاريك، في العاصمة وفي غيرها من المناطق نلاحظ مع كل شهر رمضان، محلات تكب على واجهاتها زلابية بوفاريك في محاولة لاستقطاب الزبائن، وعنها يقول لطفي بائع زلابية منتظر في رمضان، انه يستقدم مختلف أنواع الزلابية من صانعيها ليقوم ببيعها في محله بالقبة ولم يفكر إطلاقا في جلبها من بوفاريك بحجة أن الذي يصنعها في العاصمة أو هناك لا فرق ... وبعيدا عن الزلابية ، تستعد مؤسسات التعبئة والتغليف لصناعة علب خاصة بالشهر تكتب على واجهاتها عبارات المجاملة كصح فطوركم، رمضان مبارك .. وغيرها ونحن بدورنا نهنئ قرائنا بمناسبة حلول الشهر . فضيلة مختاري