تل أكثر من ثلاثين شخصا من بينهم 23 مصريا، وأصيب 25 آخرون بجروح في مواجهات مستمرة منذ يوم السبت حتى فجر الأحد ببنغازي شرق ليبيا، ما دفع كل من مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إجلاء رعاياها ودبلوماسييها من البلاد بعد اشتداد المعارك في المنطقة المحيطة بسفاراتها في طرابلس. وحسب مصادر إعلامية فإن مواجهات عنيفة دارت في المنطقة الممتدة من حي بوعقني إلى طريق المطار بين قوات من مجلس شورى ثوار بنغازي وقوات الصاعقة التي أعلنت في وقت سابق تأييدها لعملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتفيد أنباء بوجود تحليق مكثف لمقاتلات حربية في أجواء بنغازي، وفي الجهة الأخرى وبالعاصمة طرابلس شهد محيط مطار المدينة اشتباكات عنيفة بين لواءي القعقاع والصواعق وبينما تعرف بقوة حفظ أمن واستقرار ليبيا، في حين أدت الاشتباكات إلى نزوح أكثر من ثلاثة آلاف من سكانها حسب تقديرات محلية. من جهتها نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن رئيس الجالية المصرية في ليبيا علاء حضوره وفاة 23 عامل مصري إثر سقوط صاروخ على مسكنهم بالعاصمة الليبية طرابلس، وصرح ذات المتحدث للوكالة أن المواطنين المصريين ”لقوا مصرعهم بعد سقوط صاروخ جراد على مسكنهم اليوم بإحدى المزارع بمنطقة الكريمية بالعاصمة طرابلس، ما أدى لمقتلهم جميعا”. وفي السياق ذاته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريح له تحذير الوزارة لجميع المواطنين من السفر إلى ليبيا في الوقت الراهن حرصا على سلامتهم، كما طالب أبناء الجالية المصرية توخي أقصى درجات الحرص والحذر والابتعاد عن مناطق التوتر التي تشكل تهديدا مباشرا لأرواحهم، خاصة في مدينتي بنغازي وطرابلس. ويأتي ذلك بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده أجلت السبت موظفي سفارتها في العاصمة الليبية بسبب ما وصفه بأنه ”خطر حقيقي” على حياة الدبلوماسيين، وقال كيري أمام الصحفيين في باريس أن الولاياتالمتحدة أرسلت موظفي سفارتها برا إلى تونس بسبب عنف المليشيات المتصاعد في طرابلس، وأضاف في السياق ذاته أن ”الكثير من أعمال العنف تجري في محيط سفارتنا وليس في السفارة نفسها، وبالرغم من ذلك فإن العنف يمثل خطرا حقيقيا على موظفينا” وأوضح جون كيري أن بلاده ”تعلق” عمل سفارتها في طرابلس، ولا تغلقها بشكل نهائي، متعهدا باستمرار واشنطن في تركيزها على حل مشاكل البلد المضطربة، قائلا: ”سنعود فور سماح الوضع الأمني بذلك، ولكن نظرا للوضع الحالي، نريد أن نتخذ كل إجراء احترازي ممكن لحماية موظفينا”، ومن جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في بيان لها أنه يجري نقل الموظفين، ومن بينهم أفراد من مشاة البحرية الذين يحرسون السفارة عن طريق البر، بينما وفرت طائرات ”أف 16”ومروحيات من طراز أوسبريا لحماية لهم. ومن جهتها كانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت الخميس أنها قد تجلي رعاياها من ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني في مناطق عدة من البلاد، بسبب تدهور الوضع في العاصمة الليبية بعد أسبوعين من القتال بين مليشيات تبادلت إطلاق الصواريخ ونيران المدفعية.