من المظاهر التي صارت ترافق رمضان في الجزائر عرض السلع على قارعة الطريق دون حسب أو رقيب، بما في ذلك السلع سريعة التلف مثل الأجبان، البيض، ومشتقات الحليب واللحوم. والغريب أن كثيرا من الناس يقبلون على شرائها دون وعي.. فقط لأنها تباع بأثمان أقل مقارنة مع تلك الموجودة في المحلات. يصادف العابر من الطريق الرابط بين الرغاية وبودواو في المكان المسمى ”حي دالاس”، كباشا معلقة على قارعة الطريق دون أدنى شروط الحفظ والنظافة، مع الغبار الذي تثيره العربات والمركبات العابرة للطريق، فضلا عن كون المكان قريبا من مزبلة.. هذه اللحوم يقبل عليها بعض السكان ويستهلكونها دون وعي بالمخاطر التي تسببها، ليس أقلها خطورة الإصابة بتسممات غذائية. في نفس الإطار يعرض السوق الكبير بالرغاية، في ظروف مأساوية، السلع السريعة التلف مثل الأجبان والبيض والأسماك المعلبة والمشروبات الغازية والعصائر، في أماكن لا تتوفر على شروط الحفظ والنظافة وفي عز فصل الصيف. والمعروف أن هذه المواد سريعة التلف يتطلب حفظها توفير درجة معينة من البرودة وطريقة آمنة وصحية للحفاظ على مدة صلاحياتها التي لا تستغرق أكثر من أسابيع، بينما نجدها تعرض يوميا في نفس الأماكن وفي نفس الوضعيات.. دون أن تتحرك الجهات المسؤولة مثل مصالح الرقابة أو وزارة التجارة، خاصة أن السوق موجود في مكان معروف وبشكل يومي ومستمر على مدار العام.. جمعية حماية المستهلك استنكرت هذا السلوك واعتبرته تجاوزا في حق حماية صحة المستهلك، واعتبرت تكراره في الشوارع والأسواق الجزائرية دليلا على إقبال المستهلك عليها، وهذا في حد ذاته غياب للسلوك الاستهلاكي وقلة مسؤولية من قبل بعض الناس الذين يفضلون الأسعار المنخفضة على حساب صحتهم. ودعت جمعية حماية المستهلك هؤلاء إلى تغيير هذا السلوك والامتناع عن شراء السلع التي لا تتوفر على الشروط الصحية في الحفظ و العرض.. وعندما يعزف المواطن عنها ويقاطعها سيقلع التجار عن بيعها بهذا الشكل المضر بالصحة آليا.