أكدت مصادر تونسية ليبية متطابقة، أن التغير الحاصل في خطاب جماعة الإخوان الليبية وقبول القيادي علي الصلابي وقف إطلاق النار بضمانات أوروبية، جاء نزولا عند نصائح قدمها راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، الذي طلب من إخوان ليبيا وبالتنسيق مع قطر، التريث في استعمال السلاح إلى غاية أخونة أجهزة الدولة بليبيا. وأضافت المصادر التي نقلت الخبر أن زعيم النهضة التونسية راشد الغنوشي، أجرى اتصالات مع العديد من حلفائه في ليبيا وقطر، حيث طالب من إخوان ليبيا، بضرورة العمل على تحقيق التمكين التدريجي إلى حين وضع اليد على أجهزة الدولة وأخونتها والتسلل إلى التركيبة الاجتماعية للقبائل للسيطرة عليها من الداخل، عبر جيل جديد من القيادات يتم استقطابها عبر وسائل متعددة، ومنها طرح قضية المصالحة الوطنية ومحاولة استدراج رموز النظام السابق لخدمة الأجندة الإخوانية، على غرار ما قامت به حركة النهضة في تونس بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي. ونصح الغنوشي إخوان ليبيا باشتراط إشراف أوروبي على ضمان وقف إطلاق النار للظهور بمظهر الجماعة المدافعة عن الديمقراطية والسلم، وبالتالي تحقيق التعاطف الأوروبي المهم في القبول الأمريكي. وتابعت المصادر بأن الغنوشي أجرى عدة اتصالات مع قيادات إخوانية ليبية، من بينها علي الصلابي، وبشير الكبتي، ومحمود صوان، ونزار كعوان، وعبد الحكيم بلحاج، لإقناعهم بضرورة العمل على تفادي معركة غير مضمونة النتائج في ليبيا، كما كانت له اتصالات مع أطراف قطرية ذات صلة بالملف الليبي، لإقناع قيادات الميلشيات المسلحة بالتراجع التكتيكي من أجل مصالح استراتيجية. وأردفت المصادر أن رئيس النهضة أعرب لقيادات ليبيا الإخوانية عن قلقه من تأثير الوضع في ليبيا على نتائج الانتخابات في تونس، خصوصا في حالة فشل إسلاميي ليبيا عسكريا، مؤكدا أن ذلك لن يكون لصالح المشروع الإخواني في المنطقة، وإنما سيعطي دفعا للواء خليفة حفتر، وأشار إلى أن الذكاء يفرض العمل على التغلغل التدريجي في الدولة والمجتمع، خصوصا في ظل الظروف الحالية بعد انهيار حكم الإخوان في مصر وتراجع دور النهضة في تونس.