نقلت صحيفة سعودية أن إرهابي من داعش سعودي قتل 300 سوري، لأنه شاهد حورية في الحلم. لا أدري في أية خانة نصنف هذه الجريمة ولا إلى أين سيقودنا هذا الجنون الوهابي الذي سيغرق المجتمعات الإسلامية. لكن الأكيد أن الانهيار آت لا محالة. فداعش لم تأت من العدم، ولو لم تكن لديها من القوى التي تدعمها وتسلحها لما انتصرت على جيوش عربية تقليدية. داعش هي السيدا وإيبولا اللذين سيقضيان ليس على الإنسان العربي المسلم فقط، بل على الدين نفسه. فالدين الإسلامي سيكون الضحية الأولى لهذا التنظيم المجنون الذي لا يرتكز على أي منطق، ولا على أي قيم إنسانية. داعش التي يتفاخر إرهابيوها بالقتل ويلعبون بالرؤوس ويتخذون لهم “السالفي” مع الجثث التي نحروها هي من سيحكم على الدين الإسلامي الذي تمثله بالإعدام، وستأتي أجيال منفصمة الشخصية لا تؤمن بالله ولا بالأصنام والأوثان؟! لأعد إلى تقرير “هيومن رايتس واتش” أول أمس، حول ما زعمته جريمة إنسانية اقترفت منذ سنة في رابعة بعد اتخاذ السلطات المصرية التي عزلت الرئيس مرسي، قرار فض اعتصام رابعة الإخواني بالقوة. لن أبرئ السلطات المصرية من الأرواح التي سقطت والمأسوف عليها، سواء في صفوف المعتصمين أو في جانب قوات الأمن، لكن لماذا تكتمت هذه المنظمة التي تزعم أنها غير حكومية ولم تنشر تقريرها والصور الفظيعة التي قالت إنها التقطت في رابعة، إلا لما كان الرئيس المصري السيسي يزور روسيا ويعقد الصفقات المصيرية مع بوتين؟! لماذا تكتمت سنة كاملة بطولها وبعرضها، ولم تخرج التقرير إلا اليوم؟ لا تقول لأنها اغتنمت الذكرى السنوية لفض الاعتصام!؟ ثم أين هي هيومن رايتس واتش مما يحدث في فلسطين من مجازر في حق الأطفال، وما يحدث في سوريا، ولماذا تلوذ بالصمت تجاه ما يحدث في الموصل من مجازر تستهدف المسيحيين والإيزيديين وتخيرهم بين الحقيبة أو النعوش، إذا ما رفضوا الدخول في الدين الجديد الذي يدعو له خليفة داعش أبو بكر زمانه. هيومن رايتس واتش لا تتحرك إلا بإذن من حكومة بلادها، وحكومة بلادها لم تأذن لها أن تتحرك في العراق، وفي سوريا وحيثما تقترف المجموعات الإرهابية المدعومة من المخابرات الأمريكية والبريطانية أبشع الجرائم. ثم هل نصدق مزاعم الإخوان وعلى رأسهم حماس التي تخون النظام المصري وتنشر عنه الأقاويل بأنه يقف إلى جانب إسرائيل ضد غزة؟! هل يصدق عاقل أن تتحول مصر بتاريخها وقوتها إلى خائن وتخدم من؟ تخدم إسرائيل التي بينها وبين مصر والعرب جميعا عداوة ودم؟ لأن قطر وتركيا ترفضان دورا لمصر في الاستراتيجية الجديدة التي ترسم بالشرق الأوسط؟ نعم حماس مقاومة، لكن المقاومة في غزة وفي فلسطين كلها ليست فقط حماس، والتركيز على دور حماس إنما يراد من ورائه إعادة البريق إلى التيار الإخواني المدعوم من الدوحة وأنقرة، ومن الطبيعي أن يخون السيسي ونظامه لأن هذا الأخير أطاح بالدولة الإخوانية التي كان سينطلق منها الإعلان عن الدولة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود الوطنية. نعم حماس تآمرت على مصر مع الإخوان أيام حكم مرسي، ونعم أن بعض الإعلام المصري الذي يصفق مع كل تفجير إسرائيلي يستهدف أطفال غزة هو خيانة، فمهما كان خلافنا مع حماس لا يمكن أن نبارك ما تقوم به إسرائيل ضدها وضد الفلسطينيين حتى وإن استعملت حماس أبرياء غزة ستارا لها مثلما تدعي إسرائيل. شيطنة الدور المصري ورفض الوساطة التي تقوم بها مصر لوقف العدوان على غزة هو أكبر من حماس، هذا التنظيم الذي كثيرا ما خان أصدقاءه ومن وقفوا إلى جانبه، ألم تنقلب حماس على بشار وترسل عناصر لها تقاتل جيوشه مع الجيش الحر المزعوم؟! دعمنا لحماس ضد العدوان الإسرائيلي عليها وعلى أبرياء غزة، ودعمنا لدورها المقاوم، لا يمكن أن يعمينا عن أخطاء هذا التنظيم وعن محاولات استعماله من قبل القوى الإقليمية والإخوانية في صراعها مع الدول الوطنية، وحماس ليست فلسطين، وليست وحدها المقاومة، ومصر لا يمكن أن تكون خائنة مهما كانت الأصوات النشاز المنبعثة منها؟!