تعيش كرة القدم الجزائرية حالة من الحداد الوطني عقب وفاة مهاجم شبيبة القبائل الكاميروني البيرت ايبوسي بوجونغو اثر اصابته مساء امس بمقذوفة ألقيت من مدرجات ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو في نهاية اللقاء امام اتحاد الجزائر. وأثار نبأ وفاة اللاعب الكاميروني الذي يبلغ من العمر 24 سنة زوبعة من ردود الفعل المنكرة و المنددة بوقوع هذا "العمل الشنيع والاجرامي" الذي يتنافى وأخلاقيات كرة القدم و الرياضة بصفة عامة. و مباشرة بعد وفاة المهاجم الكاميروني أمر وزير الدولة وزير الداخلية و الجماعات المحلية الطيب بلعيز باجراء تحقيق قضائي لمعرفة ملابسات الحادث والتوقيف الفوري لمرتكبي هذه الجريمة و تقديمهم امام العدالة. كما دعا وزير الاتصال حميد قرين الصحافة خاصة الرياضية الى القيام بدروها في مكافحة ظاهرة العنف في الملاعب مدينا بشدة هذا "العمل الشنيع الذي أحزن كرة القدم الجزائرية باكملها". و اعتبر الوزير ان العنف " ظاهرة عالمية توجد حتى في البلدان الاكثر تطورا" موضحا ان ذلك "لا يقلل من خطورة الوضع في شيء" لاسيما بعد ما حدث امس السبت في ملعب اول نوفمبر في تيزي وزو. و ذكر في ذات الصدد باهمية الدور الذي يجب ان تقوم به الصحافة خاصة الصحافة الرياضية في "محاربة العنف و ترقية الروح الرياضية". و شدد الوزير في هذا الصدد على اهمية الاتصال معلنا عن تنظيم لقاءين تحسيسيين حول الصحافة الرياضية قريبا بحيث سيتم تنظيم اللقاء الاول قبل نهاية سبتمبر 2014. واستنكر وزير الرياضة, محمد تهمي, "العمل الإجرامي الذي يستوجب عقابا صارما الذي أحزن العائلة الرياضية الجزائرية التي تنحني أمام روح اللاعب الذي كان ينتظره مستقبل واعد, والذي وضع نفسه في خدمة ناد جزائري". و أمام هذا المصاب الجلل تقدمت وزارة الرياضة بتعازيها للعائلة الكبيرة لشبيبة القبائل, وعائلة الفقيد متعهدة بأنها ستتصدى مستقبلا وبكل صرامة للانزلاقات التي تصدر خلال المنافسات الرياضية والتي تضر خاصة بسمعة كرة القدم الوطنية. وكان تهمي قد بعث برسالة تعزية لنظيره الكامروني أدوم قاروة, مناشدا كل العاملين في الحركة الرياضية الوطنية "بالحفاظ على القيم النبيلة للرياضة. وفاة ايبوسي .....فاجعة للاسرة الرياضية والاولمبية وفي هذا السياق استدعى رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم, محفوظ قرباج اجتماعا طارئا لمجلس إدارة الرابطة ليوم الاثنين, بعد وفاة المهاجم الكامروني لشبيبة القبائل كما قرر بشكل تحفظي غلق ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو إلى إشعار آخر. وأكدت الرابطة أن "مسيري شبيبة القبائل و حكام المباراة و محافظ اللقاء مطالبون بالمثول يوم الأثنين أمام لجنة الانضباط للاستماع إليهم". كما استنكر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) محمد راوراوة بشدة رمي الأحجار التي تسببت في وفاة المهاجم الكامروني واصفا إياه بالعمل "البشع". وطالب راوراوة "بتسليط عقوبات صارمة على المتسببين في هذا التصرف المشين," متوجها بالنداء إلى مختلف الرابطات "بالتصدي لكل التجاوزات طبقا للقوانين السارية المفعول". وحث الرجل الأول في الفاف أيضا مختلف الرابطات "البقاء مجندة للتصدي الى مختلف أشكال العنف بالملاعب".من جهة أخرى, شجع محمد راوراوة على "عدم تضخيم مباريات كرة القدم مهما كانت أهميتها, هذه المهمة ليست فقط من اختصاص مسيري كرة القدم الوطنية بل أيضا الصحافة الرياضية". اللاعب ألبار إيبوسي (24 سنة), واسمه الحقيقي ألبار دومينيك إيبوسي بودجونقو ديكة, كان قد تلقى ضربة قاتلة بمقذوفة من المدرجات عقب هزيمة شبيبة القبائل أمام اتحاد الجزائر (1-2) لحساب الجولة الثانية للبطولة المحترفة الأولى لكرة القدم, مساء أمس السبت بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. وتم نقل اللاعب إيبوسي على جناح السرعة إلى مستشفى تيزي وزو حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.