كشف وزير الاتصال، حميد ڤرين، أن هيئته بصدد إطلاق حملة إعلامية كبيرة من أجل توعية الرأي العام ضد مخاطر العنف، وذلك من أجل التصدي للظاهرة التي بدأت في الاتساع والتفاقم خلال الفترة الأخيرة، معتبرا أن حادثة وفاة المهاجم الكاميروني إيبوسي، بملعب أول نوفمبر بتزي وزو مؤخرا، شوهت كثيرا من صورة الجزائر خارجيا، ولابد من تسليط عقوبات قاسية لردع كل من تسول له نفسه باستعمال العنف. وأوضح ڤرين خلال حضوره ملتقى دراسي حول العنف بالمركب الأولمبي أمس، من تنظيم الجمعية الجزائرية للصحفيين الرياضيين، أن الجميع مطالب بتحمل مسؤوليته ووضع اليد في اليد من أجل التصدي للعنف الذي لا يقتصر على لاعب كرة القدم، بل أصبح آفة نجدها في جميع المجالات، محذرا من أن العنف أصبح يتطور يوما بعد يوم، في ظل سياسة اللاعقاب. ويرى الوزير ڤرين، والذي كان صحفيا في المجال الرياضي سابقا، أن بعض الصحف مطالبة بالتعامل بإيجابية مع الواقع الرياضي، وعدم الاعتماد على سياسة المبالغة والتهويل، وتشجيع العنف، مؤكدا أن الصحافي لديه ثقلا كبيرا في ترشيد الرأي العام. وأما بخصوص الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل التصدي لظاهرة العنف في المجال الرياضي، فإن ڤرين يرى أن الإجراءات والعقوبات أمر خارج عن صلاحياته، ويخص وزارة الرياضة واتحادية كرة القدم، لكنه طالب الهيئتين بضرورة اتخاذ عقوبات رادعة من أجل وضع حد لتنامي العنف. كما استغل الوزير ڤرين الفرصة للحديث عن واقع الصحافة الرياضية، مؤكدا أن العديد من الصعوبات تواجه أصحاب المهنة، خاصة لدى تغطيتهم نشاطات كرة القدم، متمنيا تحسين وتهيئة الملاعب الجزائرية، والتي تتواجد معظمها في وضع يدعو للقلق. ويرى ڤرين أن الصحف باتت ذات أهداف تجارية في الوقت الحاضر، وهو ما يجعل بعض الصحفيين يعتمد على التهويل والمبالغة لجلب شريحة أكبر من القراء، خاصة القراء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و22 سنة والذين يميلون لقراءة المقالات التي تشجع على العنف. آراء الصحفيين حول ظاهرة العنف معمر جبور، صحفي بالقناة الإذاعية الثالثة: ظاهرة العنف ليست وليدة اليوم، لكنها وصلت إلى درجة بات من الضروري اتخاذ اجرءات للتصدي لها. الصحافة ليست المسؤول الأول عنها مثلما يتم الترويج له، لكن لا يجب إنكار كون بعض الصحفيين، خاصة الجدد منهم، يمليون إلى اعتماد سياسة التهويل، والبحث عن التميز. كما أريد التأكيد على أن ملاعبنا غير صالحة لتطبيق كرة القدم، أو مشاهدتها، ونحن كصحفيين نعاني الكثير من أجل القيام بالتغطية الإعلامية اللازمة، فما بالك بالأنصار الذين يتابعون اللقاءات في أماكن تشبه السجون. يزيد وهيب، صحفي يومية الوطن: الصحافة ليست المسؤولة عن العنف، أقولها وأكررها. البعض يريد أن يمسح السكين في الصحفيين، وهو أمر لا أتفق معه. كما أن الأندية لا تتحمل الوزر أيضا، فمثلا شبيبة القبائل لا تسير ملعب أول نوفمبر، وهو ليس ملكا لها، ولا دخل لها في التنظيم، وفي الأخير يدعو البعض لمعاقبة الفريق. لماذا؟ * رضوان بوحنيكة، صحفي الهداف: لقد عدت إلى الوراء، وقمت بالاطلاع على جميع المقالات الصحفية التي نشرت في الأسبوع الذي سبق لقاء شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، سواء في الهداف أو في الجرائد الأخرى، ولم أجد أي مقال يحرّض على العنف في ذلك اللقاء. أرى أن بعض التصريحات التي يطلقها رؤساء الأندية من خلال تخصيص منح ضخمة لفرقهم أمر يشجع على العنف، ويجب على الرؤساء تفاديه، كتخصيص 30 مليون سنتيم للفوز بلقاء شبيبة القبائل واتحاد العاصمة. أطالب بضرورة إلغاء التذاكر الخاصة بدخول الملاعب، واستبدالها ببطاقات الاشتراك، وذلك من أجل تحسين مداخيل الأندية من جهة، والتصدي للمشاغبين من جهة ثانية، كما أطالب فورا بضرورة منع أنصار الفرق الزائرة من التنقل مع فرقهم لتفادي الصدامات. بن يوسف وعدية، صحفي سابق بالتلفزيون الوطني: ما حدث مؤخرا يدعونا لمواجهة الأمر بصرامة، وتفادي إلقاء اللوم على بعضنا البعض. العنف في الملاعب أمر يدعو للقلق، والأكثر من ذلك أنه يتفاقم في ظل بقاء الأيادي مكتوفة عن مواجهته. أرى أنه من الضروري اتخاذ قرارات جريئة للتصدي للعنف. جعفر يفصح، إطار سام في الرياضة: في الجزائر هناك قوانين صارمة لمواجهة العنف، المشكل يبقى فقط في تطبيقها. أما بخصوص الحديث عن وضع كاميرات، فيجب التوضيح أن وضع الكاميرات لا يكفي للتصدي للعنف، لأن الكاميرات موجودة بالفعل في ملعب 5 جويلية الأولمبي، لكنها لم تستطع أن تقضي على الظاهرة. جمال أمدور، معلق بالتلفزيون الوطني: حادثة وفاة الكاميروني إيبوسي صفحة سوداء في تاريخ الكرة الجزائرية، وأتمنى أن لا تتكرر مجددا. لقد شاهدت فيلما أمريكيا يتحدث عن المدرب كارتر وهو مدرب في كرة سلة يسعى لغرس الأخلاق في فريقه، على حساب البحث عن النتائج، ويطبق القانون، ويواجه تحديات كبيرة وعراقيل لكنه ينجح في الأخير. الرياضة أخلاق قبل أي شيء آخر. عيسى مدني، صحفي بالإذاعة الوطنية: أطالب من منبري كصحفي جميع زملائي في مهنة المتاعب بضرورة مقاطعة التصريحات النارية والجارحة التي يطلقها رؤساء الفرق والمسيرين واللاعبين، لأنه لا يجب نشر كل ما يقال، وتقديم أفضل رسالة للقارئ أو المستمع دوما. مراد بوطاجين، صحفي ونائب برلماني سابق: ظاهرة العنف هي ظاهرة دولية، لكن قوتها تختلف من بلد إلى آخر، في إنجلترا هناك قوانين رادعة تصدت للعنف. في الجزائر لدينا قوانين صارمة للقضاء كليا على العنف، لكن المشكل ليس في القانون، المشكل أنه لا يطبق القانون.