كشف الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين على أن أكثر من 3 ملايين خبزة ترمى يوميا في النفايات، وأكثر من مليون ونصف خبزة منها تستغل كغذاء حيواني أو أعلاف، في الوقت الذي تعرف فيه تجارة بيع الخبز اليابس رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة، بعدما وصل سعر الكيس الواحد 100دينار جزائري. انتشرت مؤخرا ظاهرة تجارة الخبز اليابس، حيث أصبحت مصدر رزق ووسيلة لكسب القوت اليومي للعديد من العائلات، لتصبح تجارة قائمة بذاتها عن طريق تخصيص أطفال لجمعها في المنازل أو عن طريق بيعها لمربي الحيوانات وذلك تفاديا لرميها، نتيجة التبذير والشراء اللاعقلاني، أين يرتاد بعض تجار الخبز اليابس بكثرة إلى بعض الأحياء السكنية بحثا عنه وشرائه بأرخص الأثمان، بعدما وجدوا في هذه التجارة وسيلة لجني المال، بالإضافة إلى كونها تجارة سهلة لا تستدعي جهدا أو عملية تحويل وتعديل. في هذا الإطار أفاد الحاج الطاهر بولنوار: ”إن رواج تجارة بيع الخبز اليابس راجعة لعدة أسباب أولها انتشار التبذير وسط العائلات، وإعادة بيعه لمربي الأغنام، نتيجة ارتفاع أسعار العلف، مشيرا أن الأمر لا يتوقف عند بيع الخبز اليابس فقط، بل أنه شمل بيع باقي أنواع الغذاء الأخرى أو فضلات الطعام”. وفي السياق ذاته، أشار بولنوار إلى أن أكثر من 3 ملايين خبزة يوميا ترمى في النفايات، وأكثر من مليون ونصف خبزة تستغل كعلف وغذاء للحيوانات وفي مقدمتهم الأغنام والأبقار وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الغذاء الحيواني، حيث يفضل مربوا الحيوانات اقتناء الخبز اليابس من أجل اطعام ماشيتهم، حيث بلغ سعر الكيس الواحد المتوسط الحجم 100 دينار، وهي القيمة التي يعتبرها المربون معقولة حسب ما أكده لنا بعضهم، باعتباره أقل تكلفة من العلف، ليمزجونه مع الشعير وعلف النخالة وهو ما يسمح بالنمو السريع للأغنام وزيادة وزنها. من جهة أخرى، قمنا بجولة استطلاع في بعض الأحياء للوقوف على مدى انتشار هاته الظاهرة، حيث أكد لنا البعض أنه لا مانع من استغلال الخبز اليابس وبيعه، كونها تجارة شريفة، ناهيك عن عدم رميها في القمامات واستغلالها في أمور مفيدة، وحسب السيدة منال، ربة منزل بأنها جهزت منزلها واشترت أثاثا بواسطة الأموال التي تجنيها من بيع الخبز اليابس قائلة ”إلي ستر الخبز، ربي يسترو”.