حذر الاتحاد العام للتجار الجزائريين من ظاهرة التبذير في استهلاك المواد الغذائية، كاشفا أن الخبازون ينتجون يوميا حوالي 40 مليون خبز وتشير التقديرات النسبية إلى أنه من 5 إلى 6 ملايين رغيف من الخبز تلقى في أماكن الفضلات. وفي ضوء الزيادة المثيرة لحجم الاستهلاك واتساع دائرة تبذيره، فان الاتحاد يحذر من المخلفات السلبية التي تؤدي الى رفع فاتورة الخسائر يوميا، في الوقت الذي تفتقر فيه الساحة لإحصائيات دقيقة وجديرة بالتحليل من كافة الجوانب،غير أن هناك مؤشرات تساعد على تشخيص الظاهرة خارج طبيعتها الاجتماعية وتفكيك تداعياتها الاقتصادية . ولم ينف الاتحاد العام للتجار الجزائريين حسب ما كشفه ل«اخر ساعة” عن وجود ظاهرة تبذير مادة الخبز إلى درجة رميها في المفرغات العمومية، وينسب ذلك الى عدم قدرة المستهلك على التحكم في احتياجاته اليومية وغياب ثقافة تسيير ميزانية العائلة، حيث حين تشتري عائلة 10 رغيفا خبزا ترمي منه رغيف واحد ونصف رغيف، ما يعد تبذيرا كبيرا، ونوه الاتحاد الى وجوب اتخاذ سلوك استهلاكي محكم من شأنه تحديد الكمية اللازمة لكل عائلة من الخبز لاستهلاكها دون رمي ما تبقى في القمامات. لكن تجدر الاشارة ان وجهة بقايا الخبز بعد جمعه في الغالب للموالين وأصحاب الثروة الحيوانية المتواجدين بالمناطق الفلاحية الذين يحبذون شراء ما تيسر من مادة الخبز اليابس لاستعمالها كعلف للماشية لاسيما عند أولائك الموالين غير القادرين على اقتناء علف الشعير لثروتهم الحيوانية نظر لارتفاع اسعارها عند الباعة ، حاجة الموالين لمادة الخبز اليابس لتحقيق الاكتفاء في توفير غذاء الحيوانات جعل المهنة المعنية تنتشر بشكل ملفت عند الكثير من العائلات الباحثة عن مرود مادي اضافي.