انقسم الباحثون الجزائريون بخصوص موقفهم حول المفكر الراحل محمد أركون (1928-2010)، فمنهم من يرى أن الفكر الأركوني هو باب مفتوح على مصراعيه بغية التحاور النقدي من خلال تمكنه من التوصل إلى مخرج عقلاني من سلطة الإيديولوجيات الراهنة التي تحكم الإنسان العربي، نظرا لاعتماده على وسائل بحث لم يسبقه فيها أحد، ليقر الطرف الآخر من المثقفين بالتميز الذي قدمه محمد أركون للمشهد الفكري، وبتحفظ عن بعض من مقارباته. وحسب الأستاذ سعيد شكيدان من جامعة الجزائر المطلع على كتابات المفكر، في تصريح ل”الفجر”، فإنّ أركون ينتمي إلى مدرسة من المدارس المنهجية التحليلية في العالم، وقال ”هو يريد تطبيق المنهج العصري على التراث العربي وعلى القرآن خاصة، وذلك عن طريق التحليل السيميائي للنصّ، أي تفكيك النص القرآني كنص بشري”. وأضاف سعيد شكيدان في السياق أنّ المفكر الراحل قد أسس للإسلاميات التطبيقية، وهي أن تخضع التراث الإسلامي للمناهج المدرسية المعاصرة في تحليل المضمون والتحليل السيميائي. وأكدّ الأستاذ شكيدان في معرض حديثه بقوله: ”إنه أكبر خطأ أركوني كونه يعتمد كليا على المنهجية الغربية”، فهذا المنهج تم اعتماده من قبل الغرب في تحليل نصوص كتابي ”التوارة” و”الانجيل”، ولكن التراث الديني عند الغرب فقد جوهره بعد ذلك. واعتبر في السياق ذاته أنّ محمد أركون قد أسس لمدرسة ومنهج علمي وعصري في التراث الإسلامي، وذلك على بفرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية لكنّه واجه انتقادات لاذعة.