أبدعت، سهرة أولّ أمس، على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة، الأوركسترا السيمفونية النمساوية ”كونسليوم ميوزيكم فيان”، رفقة الثلاثي السويدي ”ماتز” والجوق الصيني ”هيلونغ جيانغ”، حيث قدموا للجمهور العاصمي تشكيلة موسيقية راقية لأشهر عمالقة الموسيقى الكلاسيكية في العالم. بداية السهرة قبل الختامية لمهرجان الموسيقى السيمفونية السادس الذي احتضنته الجزائر من 12 إلى 19 سبتمبر الجاري، كانت مع الثلاثي السويدي ”ماتز” الذي تأسس سنة 1996، ممتعين الحضور بباقة منوعة من أروع ما صدحت به الموسيقى الكلاسيكية منذ نشأتها من خلال معزوفات راقية لكل من النمساوي العبقري ”جوزيف هايدن” (أولّ حركة ثلاثي للبيانو)، والأمريكي ”هاري نيلسون”، والروسي ”دميتري شوستايكوفيتش” عبر مقطوعة ”ثلاثي بور بيانو”، حيث عادت الرومانسية والحب والسلام مجددا إلى ركح بشطارزي، في سهرة صنعتها أنامل سويدية من وحي الشرق وعبق أوروبا ونسيم أمريكا. السهرة تواصلت مع الجوق النمساوي ”كونسيليوم ميزيكام فيان”، التي قادها المايسترو روبير بينكل، رفقة مجموعة من العازفين هم كريستوف أنغيري على آلة ”الفيولون”، لويس موريس على آلة ”الفيولون”، أماريليو رمالهو على آلة ”الألتو”، العازف أندريا هادماك على آلة ”فيولنسال”، هيرويغ نورمبورغ على آلة ”الكونترباس”، هيرمان ابنار على آلة ”الكور”، إضافة الى بوريس بليكان على نفس الآلة، وسيلفيا رادوبارسكي عازف ”harpe”. مقدمة تشكيلة أوبرالية لمؤلفي هذا اللون الموسيقي الكلاسيكي في العالم، على غرار تأدية روائع ”هايدن” و”شكوبارت” و”ج.ستروب بار” و”لانار” الفرقة النمساوية التي صنعت أجواء رائعة تأسست سنة 1982 من طرف الأخوين بول وكريستوف أنغينر من أجل منح موسيقى القرن ال20 طابعا تطبيقيا في إطار تطوير ”الريبرتوار” الفني الجماعي وتوسيعه بطريقة كبيرة. اليوم باتت الأركسترا السيمفونية ”فيان” حرة ومصداقية أكثر من خلال إبداعاتها الموسيقية الرائجة، ومزجها لموسيقى القرن الماضي مع الموسيقى الكلاسيكية الحديثة، وقعّت حضورها بتميز من خلال أداء أكثر من 3500 حفل ممثلا أزيد من 800 مدينة بين النمسا ومدن الدول الأخرى، وأدت 670 عملا ل310 مؤلف موسيقي. المتعة تجاوزت حدود أوروبا الشرقية، حيث أبهر ”التنين” الصيني ”هيلوجيانغ سيمفوني أوركستر”، الذي تأسس عام 1970، ويتكون من 80 موسيقيا وعازفا ينتمون لمدارس مختلفة في الصين، قاده المايسترو شينغ هاو الحاصل على دبلوم من الكونسارفاتوار المركزي للموسيقي في الصين، موقعا ختام السهرة بتقديم أزيد من 10 مقاطع راقية من معزوفات عالمية بمرافقة من السوبرانو تشناغ تشي، التي تملك صوتا مميزا وخاصا في ترجمة الأغاني المستمدة من منطقة ”هيلونجيانغ”. وكذا ”وانغ ويني” على ”التينور”، لتبهر المجموعة كاملة جمهور بشطارزي برائعة ”غريك” بير جانت، ومعزوفة ل”ليو بينبانغ بعنوان” في أماكن مختلفة” ترجمها وان وونغ ”تينور”.. إضافة إلى معزوفات أخرى تراوحت بين الفولكلور الصيني العريق والكلاسيكية الغربية العالمية.