تمكنت الجزائر من إقناع باماكو وقادة الحركات المسلحة المالية الست، من خلال التوصل إلى وثيقة مبادئ سلام شامل بين الطرفين، تعيد الاستقرار إلى شمال مالي، وقدّمت ”وثيقة تفاوض تضم عناصر اتفاق سلام، كحل وسط مبتكر، مقارنة مع كل ما تم التفاوض بشأنه سابقاً”، وفقاً لبيان وزارة الشؤون الخارجية. جرى إعداد الوثيقة، بحسب البيان، استناداً إلى المقترحات التي قدمتها الأطراف خلال مرحلة المفاوضات التي جرت شهر سبتمبر الماضي، في إطار مجموعات التفاوض المتعلقة بالمسائل السياسية والمؤسساتية والدفاع والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمصالحة والعدالة والشؤون الإنسانية، حيث وافقت ”الأطراف المعنية على الوثيقة المقدمة، واعتمدتها كقاعدة متينة لإعداد اتفاق سلام شامل ونهائي، خصوصاً أن الوثيقة تأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي عبر عنها قادة المجتمع المدني وممثلي الحركات الأزوادية في مالي، خلال الجولة الثانية لمفاوضات السلام”. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، أن ”الأطراف اتفقت على تعميق بحث الاقتراحات التي تلقتها لتقديم مساهماتها في الجولة المقبلة للسلام المقررة في منتصف نوفمبر المقبل، والتي يتوقع أن تحسم فيها كل النقاط الخلافية”. واعتبرت أطراف الأزمة المالية أن ”تسوية الأزمة في شمال مالي ضرورية لتوفير مناخ يسوده السلام والأمن ”، مستنكرة بشدة الاعتداءات الإرهابية الشنيعة المتكررة على القبعات الزرق التابعين لبعثة الأممالمتحدة المدمجة متعددة الأبعاد في مالي”. وكانت أطراف الحوار المالي، المكوّنة من وفد الحكومة المالية بقيادة وزير الشئون الخارجية المالي، عبدولاي ديوب، وقادة ست حركات تمثل الأزواد في شمال مالي وهي ”الحركة العربية للأزواد”، ”التنسيقية من أجل شعب الأزواد”، ”تنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة”، ”الحركة الوطنية لتحرير الأزواد”، ”المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد”، و”الحركة العربية للأزواد”، قد استأنفت الثلاثاء الماضي، الجولة الثالثة من مفاوضات السلام التي بدأت في الجزائر في جوان الماضي.