صدر عن دار نشر “لازهاري لابتار”، سيرة حياة الصحفية والمصورة الراحلة نسرين سلال، تحت عنوان “مذكرة شخصية لمحكوم عليها بالحياة”، حيث تروي نسرين سلال عبر 72 صفحة من القطع المتوسط وبالغة الفرنسية، محطات حياتها من خلال سرد أبرز الأحداث الأليمة التي اعترت حياتها القصيرة، وكيف استطاعت أن تتمسك ببصيص الأمل للتفوق عن المرض المزمن الذي عانت منه منذ صغرها. الرواية عبارة عن مدونة خفيفة مستوحاة عن حياة المرحومة، التي وافتها المنية اثر صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر يناهز ال27 سنة، بحيث تسرد نسرين أهم الأحداث التي ميزت حياتها وأثرت عليها، وكيف صنعت منها فتاة ذات شخصية قوية، وتمكنها من تجاوز كل مجريات الأحداث الأليمة التي واجهتها خلال الفترة القصيرة من حياتها، والتي اضفت عليها بريق الامل في غد واعد. ما ميز المجموعة هي العفوية في سرد الأحداث امتزجت فيه أحاسيس الفرح والحزن كإحساس يزاوج بين الأمل والخيبة، وكذا بين الموت والحياة، ومن هنا تسرد الكاتبة أحداث المجموعة القصصية، محاولة إرساء دعامة عالم خاص بها لا تشوبه شائبة، حيث حاولت ان تسيطر على المجريات التي سارت عكس مبتغاها، باستخدام ارادتها القوية في التغلب على المرض الذي عانت منه منذ الصغر في صمت، وكذا الاستمرار في الحياة، من خلال تجسيد الافكار والطموحات التي كانت تستهويها،في تجارب عديدة نذكر منها فن التصوير الذي احبته من خلال لوحات جسدتها لصور التقطتها تعبر عن الحزن والمعاناة بطريقتها الخاصة، وكذا الكتابة الصحفية، التي مارستها ضمن طاقم جريدة الوطن من خلال الكتابات التحقيقية الاجتماعية، في محاولة منها تسليط الضوء على قضايا المرأة الجزائرية وحريتها. نسرين كانت شابة حادة الذكاء انعطف مسار حياتها لتدخل في درب شديد الاضطراب، عندما اكتشفت معاناتها بمرض مزمن، تقبلت الواقع والقدر، استكملت مسيرتها الدراسية بنجاح، عاشت تجربة مريرة مع نفسها وصعبة على عائلاتها، ليكون قدرها مع المرض خيبة أمل، لتجد نفسها أمام واقع مر يحدد الصبر درجاته.. الحديث عن تجارب نسرين يحمل في طياته الصدق والتفاعل، حيث سردت من خلال المدونات، التجربة الصعبة التي عايشتها، بكلمات صريحة، أبلغ وأسرع وصولا إلى القلب والعقل، كانت تتطلع من خلالها الى مستقبل مشرق، اكتشفناها من خلال الكتابات التي كانت بموازاة عملها في مجال الصحافة، لتعلمنا معنى الارادة القوية والصمود، والتمسك بالحياة بشكل ارادة وشجاعة..