تم أول أمس على مستوى المكتبة متعددة الإعلام بديدوش مراد بالجزائر العاصمة، تكريم الفائزين بمسابقة القصة القصيرة التي ينظمها ديوان الثقافة و الإعلام كل سنة، و التي حملت شعار "خمسين سنة بعد الاستقلال". افتتحت فوزية لارادي حفل التكريم بكلمة صغير حول المسابقة و الفائزين الذين لم يسعفهم الحظ في الحضور نظرا لانتمائهم إلى ولايات أخرى، ثم أحالت الكلمة للفائزة بالجائزة الأولى في القصة القصيرة باللغة الفرنسية "فوزية زايد بريك" التي قدمت نفسها للحضور، حيت أكدت أنها تجربتها الأولى في مجال الكتابة، و أنها لم تكن تتوقع الفوز بالجائزة الأولى، وأضافت أن القصة تروي مجريات واقعية عايشتها هي نفسها و عائلتها إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، و في سؤال عن مشاريعها المستقبلية في مجال الكتابة قالت أنها في صدد الكتابة لكن على المدى البعيد، أما صاحبة المركز الثاني في نفس مجال المسابقة أي بالقصة باللغة الفرنسية "اولمان سمية" أنها بدأت الكتابة من الصغر غير أنها لم تعلم أحدا بهذا و أنها متأثرة بتاريخ الجزائر خاصة في فترة الاستعمار و كذا بتاريخ أسرتها و جدها الأكبر الشيخ "عبد القادر المجاوي الحسيني" ،أما الفائزة الثالثة "فاطمة رحال" و هي معلمة متقاعدة، فقالت أن قصتها مستمدة من تجربتها الشخصية و تعبير عن طفولتها خلال الحقبة الاستعمارية، على اعتبارها عايشة تلك الفترة، و الجدير بالذكر أن "رحال فاطمة" لها تجارب سابقة في مجال الكتابة، كما حضرت الفائزة الثانية في مجال القصة القصيرة باللغة العامية "سارة مباركي"، و هي خريجة جامعة تخصص حقوق و ترجمة، و أضافت أن الكتابة كانت تستهويها منذ الصغر، حيث كانت لها مشاركة من قبل في نفس المسابقة سنة 2009 و تحصلت على المرتبة الثانية، أما فيما يخص قصتها فقالت أنها نابعة من خيالها الواسع و كذا حبها للتراث الجزائري و الذي كان له اثر واضح في كتاباتها. فوزية زايد بريك في خضم حفل التكريم الذي أقيم في المكتبة متعددة الإعلام بالعاصمة، صرحت الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة باللغة الفرنسية "فوزية زايد بريك"، بأنها أستاذة لغة فرنسية متقاعدة، تستهويها المطالعة كثيرا خاصة للادباء الجزائريين على غرار محمد ذيب، مولود فرعون، ياسمينة خضرا و غيرهم، و قالت أن مشاركتها في المسابقة جاءت بمحض الصدفة بعدما قرأت الإعلان عنها في الجريدة، و أن هدفها من خلال المشاركة كان من اجل التوثيق للمرحلة الاستعمارية في الجزائر و نقل الأحداث التي كان يعايشها الشعب الجزائري خلال الاحتلال الفرنسي، و أنا قصتها كانت عبارة عن شعورها الداخلي و الذي ترجمته من خلال كتابة هذه القصة. سمية اولمان أكدت "سمية اولمان" الفائزة الثانية في مسابقة القصة القصيرة باللغة الفرنسية أن بدايتها كانت منذ الصغر و كان في مجال الشعر باللغة الفرنسية و لكنها أخفت ذلك عن الكل حتى عن أقرب الناس إليها، وفي سنة 2009 شجعتها صديقتها على نشر بعض أشعارها التي كتبتها حول غزة و التي نشرت فيما بعد في ديوان صغير يحمل اسم "فلسطين.(1984-2009) ملحمة يومية"، و قد صدر لها هذه السنة كتاب حول العلاج الكيميائي لمرضى السرطان و هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة و الأجوبة لفهم مبسط لهدا المرض من قبل المريض و كذا الأشخاص المحيطين به، و أضافت أنها متأثرة بتاريخ الجزائر و علمائها خاصة جدها الأول الشيخ "عبد القادر المجاوي الحساني"، و الذي يعتبر من أوائل من وضع بذور النهضة في الجزائر حيث تحتفظ له ب 35 مقال و 16 كتاب و هو أحد أساتذة العلامة ابن باديس. سارة مباركي متحصله على ليسانس في الحقوق و كذا في الترجمة أكدت خلاله حفل التكريم أن معلمتها في المرحلة الابتدائية هي من كانت تشجعها على الكتابة و حثها على تنمية قدراتها الكتابية و رغما صغر سنها إلا أنها قالت أن الجزائر تملك تراثا غنيا يجب علينا الحفاظ عليه و أنها متأثرة جدا بالقعدات العائلية التي كانت تعيشها رفقة جدتها و هذا ما أثر على لغتها الكتابية و يجدر الذكر أن سارة مباركي قد شاركت في نفس المسابقة سنة 2009 و أن معظم كتاباتها مستوحاة من خيالها الواسع.