حالة ”استقطاب حاد” تعم الساحة السياسية بعد الإعلان عن تحالفات جديدة في أفق الموالاة، بالموازاة مع تحالف آخر تنشط من خلاله شخصيات حزبية وسياسية معارضة تحت عباءة هيئة التشاور والمتابعة التي تلقى في هذه الأثناء اهتمام الاتحاد الأوروبي. استنفرت قيادات الأحزاب المقربة من السلطة قواعدها بالإعلان عن ميلاد تحالف رئاسي جديد قريبا، على لسان عمار سعداني، الأمين العام للأفالان. وفي هذا الصدد وتعليقا على الحراك السياسي الحاصل، قال عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، إن تحالف أحزاب الموالاة طبيعي، لكن المهم في الموضوع أن تكون هناك منافسة شريفة، وتابع بأنه ”من المفترض ألا يتم تعريض البلاد لاستقطاب حاد بتحالفات جديدة”. وأوضح مناصرة أن هيئة التشاور والمتابعة، المجتمعة أول أمس، ليس لها رأي واحد فيما يتعلق بتفعيل المادة 88، فهذا ليس مطلبه الحزبي، وواصل بأنه ”لا وجود لحالة شغور، بل هناك ضعف في الأداء، ولكن البقية أحرار في مطالبهم”. في المقابل، رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أبرز ل”الفجر” أن تحالف الموالاة ليس مشكلة، و”هو يدل على أنهم استشعروا الخطر، فلجأوا إلى أساليب مختلفة عبر تحالفات، والسؤال المطروح هل بإمكانهم إقناع الشعب بعد غلق اللعبة السياسية التي نعيشها منذ عقود”. وأضاف سفيان أن ”ما يمكن قوله إن التنسيقية تعمل بجد وحتى إلى غاية اليوم، نحن لسنا تحالفا انتخابيا، ومبادراتنا توجه للرأي العام حتى نقنع الجزائريين بأن الوقت حان لانتقال ديمقراطي حقيقي”، مذكرا باجتماع هيئة التشاور التي أدرجت مطلبا جديدا، وعلى الهيئة أن تعمل به، كمطلب تأسيس هيئة مستقلة لإدارة الانتخابات، وفي نفس الوقت انتخابات مسبقة، لأن الرئيس لم يعد يقوى على إدارة مهامه”، حسب قوله، مشيرا إلى أن عمل التنسيقية جذب اهتمام الاتحاد الأوروبي الذي التقى أمس بأعضائها، وفتح نقاش حول الأوضاع السياسية في البلاد. وقال إن هذا اعتراف بوجود معارضة حقيقية في الجزائر.