أغلقت الشرطة الأسترالية، يوم أمس، قلب مدينة سيدني أكبر المدن الأسترالية، بعد أن احتجز مسلحين عددا من الرهائن في مقهى بوسط المدينة، وأجبرهم على رفع علم يخص تنظيما إسلاميا متشددا. وطوق رجال الشرطة المقهى وعددا من المباني في مارتن بليس، حيث يوجد بنك الاحتياطي الأسترالي وبنوك تجارية قرب مبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون نزع فتيل الأزمة، وشوهد قناصة وأفراد من القوات الأسترالية الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهى، وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق الموقع. وفي الوقت الذي تمكن 5 على الأقل من الرهائن من الهرب من باب جانبي، منذ بدء الواقعة في الصباح، لا يزال عدد الرهائن الموجودين في المقهى غير معروف إلى الآن، بالرغم من تأكيد الشرطة أنه لا يصل إلى 30 أو 40 مسلحا، وعلى إثر الحادث أعلنت حالة التأهب القصوى في أستراليا، وقال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز للصحفيين في سيدني: ”تحركنا لوضع يتناسب مع حدث إرهابي”، حيث قامت السلطات بإخلاء المباني القريبة في الحي التجاري بسيدني، وأثار الذعر بين السكان الذين بدأوا يحولون اهتمامهم إلى عطلة عيد الميلاد بدلا من المخاطر الأمنية. ومن جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن هناك ما يشير إلى وجود ”دوافع سياسية” وراء احتجاز الرهائن في المقهى، وأردف قائلا: ”هذا حادث مزعج للغاية، وبإمكاني تفهم مخاوف وقلق الشعب الأسترالي”، وقال بنك الاحتياطي الأسترالي القريب من المقهى أنه أغلق أبوابه، وأن الموظفين موجودون داخل المبنى وكلهم بخير، كما أخليت القنصلية الأميركية المجاورة أيضا، وأغلقت البنوك الكبيرة في المنطقة التجارية وطلب من المارة تجنب هذه المنطقة. وقالت الشرطة الأسترالية أن مفاوضين اتصلوا بالمسلح الذي يحتجز الرهائن، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة، وأصدر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي والمفتي بيانا مشتركا دانا فيه ”هذا العمل الإجرامي بشكل صريح”، مشيرا إلى انتظار المزيد من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل.