تتطرق الكاتبة حفيظة عميار في مؤلف جديد عنونته ب”المجاهدة آني فيوريو ستينر حياة من أجل الجزائر”، تناولت فيه مجموعة من الشهادات الحية حول ثورة التحرير المجيدة قدمتها المناضلة الفرنسية الأصل آني ستينر. الكتاب الصادر عن دار القصبة للنشر، بالعاصمة، جاء في حوالي 190 صفحة من الحجم المتوسط، تناولت فيه الكاتبة بناء على العديد من المداخلات والمقابلات حياة شخصية عظيمة لامرأة ارتبط اسمها بالنضال الجزائري من أجل شعبها ضد المستعمر الفرنسي طوال سنوات الكفاح، حيث تطرقت إلى البدايات الأولى للمجاهدة، حيث التحقت بجبهة التحرير الوطني سنة 1955 وعملت كضابط اتصال بها، وبعد سنة كاملة من النضال والعمل في مخبر لصناعة القنابل، تم إلقاء القبض عليها في أكتوبر 1956 واقتيدت إلى سجن بارباروس، حيث أدينت ب5 سنوات سجنا لأنها تحدت رئيس المحكمة العسكرية وأدلت بتصريحات سياسية مناهضة للاستعمار الفرنسي. كما تعرضت في هذا العمل أيضا إلى أهم المراحل التاريخية في الثورة التحريرية والمحطات المهمة في حياة هذه الشخصية الثورية، أبرزت فيه المؤلفة قوة وشخصية هذه المرأة الرافضة للذل والهوان والانكسار، مشيرة إلى تمسكها بالعزة والكرامة التي لا تزال بادية في إصرار وجهها إلى غاية اليوم. كما أشارت الكاتبة التي تشتغل في الحقل الإعلامي، من خلال صفحات هذا الكتاب، إلى أن هذه الشخصية أي آني ستينر أول امرأة سياسية في الجزائر تتم محاكمتها، وتعرفت أثناء تواجدها في السجن على مناضلات أخريات على غرار جميلة بوحيرد، الجوهر أقرور وغيرهن، حيث سلطت الضوء على الجانب المشترك لهذه الشخصيات التاريخية، وهو الدفاع عن الحقوق والمبادئ والقيم والمقومات الثقافية والدينية والسياسية، لا سيما إبراز وإنقاذ الهوية الوطنية في خضم القمع السياسي والديني الذي يطال معالم ورموز الجزائر وقتها، مبرزة الدور الكبير الذي قامت به المجاهدة آني ستينر في تعميم النشاط السياسي والتحريري في الجزائر خلال المراحل التي قضتها في السجن وخارج السجن داخل الجزائر أو خارجها، بهدف تنوير الشباب وإبراز ما يتعرّض له الجزائريون من ظلم وجريمة بغيضة ترتكب في حقه. وتضيف صاحبة الكتاب بأن هذه المرأة الفرنسية الأصل انخرطت للدفاع عن الجزائر وساهمت بشكل كبير في بنائها بعد الاستقلال.