قيمت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، مشوارها منذ تنصيبها شهر ماي الماضي على رأس وزارة الثقافة، حيث تكلمت من خلال حوار جمعها بوكالة الأنباء الجزائرية عن النقائص والإيجابيات التي تخص قطاع الثقافة، وكذا عن المشاريع والبرامج التي تنوي الوزارة المضي قدما في إنجازها وإنجاحها، لتسجيل وثبة حقيقية في مجال الثقافة بالجزائر. اعتبرت وزيرة الثقافة المدة التي قضتها على رأس الوزارة بمثابة فترة تقييمية، استمعت من خلالها إلى انشغالات وما ينتظره الفنانون عبر اللقاءات التي جمعتها بهم خلال النشاطات الثقافية المنقضات، لتلخص المشهد الثقافي بالجزائر عبر خمس نقاط مهمة، اعتبرتها من المحاور التي سترتكز عليها للنهوض بالقطاع الثقافي، وكذا للنظر في ما يمكن تحسينه حاليا دون الخروج عن ورقة الطريق التي سطرها الرئيس بوتفليقة والوزير الأول سلال. وشددت وزيرة الثقافة، من خلال الحوار، على إثراء التراث الثقافي المادي وغير المادي، كما تطرقت إلى محور المنشآت التحتية للقطاع الثقافي، حيث قالت أنه من الضروري إعادة استغلالها جيدا لفائدة المختصين والمهتمين بالثقافة، كما ركزت على التكوين الذي اعتبرته من أهم النقاط في خريطة الطريق، وهذا بالإضافة إلى الإنتاج الثقافي بالجزائر والإبداع من خلال تشغيل مشروع ”أنساج” لفائدة الشباب الجزائري، إضافة إلى تحدثها عن الفنانين في جميع ميادينهم ووضعيتهم. وتناول اللقاء الذي جمع الوزيرة بوكالة الاأباء الجزائرية، تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والتي ستنطلق فعالياتها شهر أفريل المقبل، حيث اعتبرتها مفيدة للمدينة نفسها ومهمة للجزائر ككل، في ظل أنها ستمكنها من الاستفادة من العديد من المنشآت التحتية الثقافية وغير الثقافية، وكذا الاستفادة من عدة مشاريع لإعادة تهيئة وترميم المدينة القديمة، ما سيعطيها إشعاعا ثقافيا إضافيا في المستقبل، وقالت الوزيرة أنه من الواجب ترصيص قواعد ثقافية بالمدينة، على غرار مدرسة جهوية للموسيقى، وتنشيط هذه المنشآت الثقافية، بهدف تشغيلها باستمرارية، كإنشاء جوق وطني لموسيقى المالوف وإنشاء بيت لتعلم آلات العود والقانون، وكذا تشجيع الفنانين لممارسة الحرف التقليدية. ولإنجاح هذه البرامج التي سطرتها الوزارة، قالت نادية لعبيدي أنها ستحاول إشراك جميع الأطراف للمجتمع المدني بمدينة قسنطينة والمدن المجاورة لها، على غرار الجمعيات الثقافية والفنانين الناشطين بالناحية القسنطينية. وفي سؤال حول سياسة الوزارة المالية، خاصة مع تزامن هذه التظاهرات الثقافية مع الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر، قالت الوزيرة نادية لعبيدي أن البرنامج تم تسطيره بشكل مدروس، حيث حثت جميع الأطراف المعنية والمؤسسات التابعة لقطاعها على التسيير الجيد والمتوازن، كما اعتبرت قطاع الثقافة سندا للاقتصاد الجزائري، حيث يمكن للثقافة أن تكون دعما قويا للاقتصاد الجزائري، وفي هذا الإطار قدمت رسالة إلى الشباب الجزائري الراغب في الاستفادة من برامج ”أنساج”، التقدم بمشروع إلى الوزارة أو المؤسسات الخاضعة لهيئتها، لتدعمها وتساعدها على خلق إنتاج ثقافي حقيقي يدعم الاقتصاد الجزائري، في إطار برنامج دعم وتثمين التراث الثقافي في الجزائر، بالإضافة إلى اقتراح برامج للوزارة، لتدعيم الحركة الجمعوية الناشطة في مجال التراث الثقافي عبر كافة التراب الوطني.وفي سياق آخر، تطرقت الوزيرة إلى مجال التكوين بالجزائر، الذي سيكون من خلال تكثيف الورشات التكوينية على هامش المهرجانات الثقافية، بالإضافة إلى تفعيل المؤسسات الثقافية، خاصة الجوارية، وهذا بفتحها وتشغيلها بعد ساعات العمل، بهدف إحياء الأماكن المخصصة للنشاط الثقافي. وفي ذات السياق، أضافت أن الوزارة ستقوم باسترجاع بعض الأماكن على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، لإحيائها وتعديد أماكن ممارسة الثقافة بالولاية، وذكرت أن محادثات تجمعها مع السيد والي الجزائر، لدراسة إمكانية استرجاع بعض القطع الأرضية، كتلك المتواجدة بحي حسين داي على مستوى المذابح التي أغلقت، بالإضافة إلى بعض البيوت المتواجدة بحي الحراش، والتي سيتم استرجاعها وترميمها لاستعمالها كدور ثقافة، كما سيتم مواصلة الجهود للنهوض بالقطاع السنيمائي بالجزائر، وهذا بمواصلة برنامج إعادة ترميم وتهيئة مختلف قاعات السينما على المستوى الوطني، بهدف خلق إنتاج سينمائي يمكننا من إحياء والنهوض بقطاع السينما في الجزائر.