أكدت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون والتنمية الهولندية، ليليان بلومين، دعم بلادها لانضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية، فيما أبدى رجال أعمال هولنديون اهتمامهم بقطاع الفلاحة وصناعة الرسكلة والنقل البحري والمحروقات. وثمنت المتحدثة، خلال افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري الهولندي، أمس الأول، فرص الاستثمار بالجزائر، مبرزة اهتمام الشركات الهولندية في الاستثمار بالجزائر بهدف استحداث فرص العمل على حد قولها. وأضافت بلومان أن ”تواجد المؤسسات الهولندية اليوم يشكل للفاعلين في بلدينا فرصة سانحة للتعارف وإقامة علاقات متينة تكون مفيدة لكلا الطرفين”. من جانبه، أشار وزير التجارة، عمارة بن يونس، إلى أهمية إرساء شراكة بين رجال أعمال البلدين تكون ”مثمرة ومربحة للجميع”. ودعا الوزير في هذا الخصوص إلى ترقية الصادرات الجزائرية نحو هذا البلد، مضيفا أنه يتوجب على رجال الأعمال الجزائريين الاقتناع بأن عددا هاما من المنتجات المحلية قابلة للتسويق في هولندا. وقال: ”أدعو المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين للتحلي بروح المبادرة من أجل استغلال عديد الفرص والإمكانيات من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية”. وأضاف بن يونس أن الجزائر تسعى إلى إقامة شراكة اقتصادية مع هولندا خارج مجال المحروقات، مشيرا إلى أن المنتدى كان فرصة لإبراز التسهيلات المقدمة للمستثمرين الأجانب. وأعرب الوزير عن أمله في أن يتمخض عن توقيع اتفاقات بين رجال أعمال جزائريين وهولنديين. كما تميز منتدى الأعمال الجزائري الهولندي، الذي نظم أمس الأول بالجزائر العاصمة، باهتمام خاص أبداه المتعاملون الاقتصاديون الهولنديون بقطاعات الفلاحة وصناعة الرسكلة والنقل البحري. أما بخصوص الاستثمارات الهولندية في الجزائر، فإن ثلاثة مشاريع بصدد التجسيد في قطاعي الصناعة والخدمات بقيمة إجمالية تقدر ب 1.432 مليار دينار”. وقد أعربت عديد المؤسسات الهولندية الحاضرة في هذا اللقاء الاقتصادي عن إرادتها في تسخير مهاراتها وكفاءاتها في خدمة الفلاحة الجزائرية، من خلال إبرام شراكات طويلة الأمد في مجالات إنتاج الحليب وتربية الأبقار وغراسة الأشجار. أما في قطاع النقل البحري، فقد أكد متعاملون هولنديون رغبتهم في استكشاف آفاق جديدة في ميادين التأجير وبناء وتصليح السفن وكذا الأشغال البحرية سيما تنظيف الموانئ. كما تم التطرق خلال هذا المنتدى إلى فرص الشراكة في مجال التسيير المستديم للنفايات العمومية والمنزلية والصناعية وصناعة الاسترجاع والتكوين والهندسة في مجال المحروقات. ويتكون الوفد الهولندي من 13 مؤسسة بقيادة وزيرة التجارة الخارجية والتعاون والتنمية، ليليان بلومان، التي أكدت على إرادة الطرف الهولندي في إقامة ”علاقات أعمال متينة” مع الجزائر. ومن جهته، أعرب وزير الطاقة، يوسف يوسفي، والوزيرة الهولندية للتجارة الخارجية والتعاون والتنمية، عن رغبتهما في تكثيف التعاون بين الجزائروهولندا في مجالات النفط والغاز والطاقات المتجددة. وخلال هذا اللقاء، الذي جرى في مقر وزارة الطاقة، تطرق الطرفان إلى وضعية علاقات التعاون بين البلدين في مجال المحروقات التي تعتبر”جيدة”. وبهذه المناسبة، عبر الطرفان عن أملهما في تكثيف علاقات التعاون، خصوصا في مجالات الصناعة النفطية والغازية والطاقات المتجددة. وأبرز يوسفي الأولوية التي يوليها قطاعه لإنتاج التجهيزات والعتاد الخاص بهذه الصناعات في الجزائر. ودعا يوسفي بهذا الصدد المؤسسات الهولندية لدراسة فرص التعاون المتاحة في هذا المجال في إطار شراكة تخدم المصلحة المتبادلة للبلدين. ومن جهتها، عبرت بلومان عن اهتمام المؤسسات الهولندية بتبادل المهارات والخبرات مع المؤسسات الجزائرية في هذا المجال. ومن جهة أخرى، تبادل الطرفان وجهات نظرهما وتحليلهما لوضع الأسواق الدولية للنفط والغاز إلى جانب الحوار بين المنتجين والمستهلكين. للتذكير، فإن المبادلات التجارية بين الجزائروهولندا قد انتقلت من 1.8 مليار دولار سنة 2002 إلى 6.2 مليار دولار سنة 2012. وبعد انخفاض أسعار النفط يتوقع أن تبلغ المبادلات التجارية 5 مليار دولار سنويا، حسب ما صرح به متعاملون في هذا اللقاء. وعلى الرغم من فائض تجاري لصالح الجزائر، إلا أن هيكلية المبادلات تبقى تهيمن عليها المحروقات التي تمثل 97 بالمائة من الصادرات الجزائرية.