رفعت قوات الجيش الشعبي الوطني المرابطة على الحدود الشرقية درجات الاستنفار واليقظة عبر الحدود مع ليبيا، وتونس، تحسبا لأي طارئ محتمل في ظل تردي الأوضاع في البلدين، موازة مع ذلك رفعت قيادة الجيش التونسي، حسب ما نقلته مصادر ل”الفجر”، درجات التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات الجديدة على الحدود المتاخمة ليبيا التي تعيش تدهورا وانفلاتا أمنيا، خاصة بعد استهداف مجموعة إرهابية ل4 أمنيين تونسيين على الحدود بين البلدين. تعيش الحدود الشرقية للجزائر، أقصى درجات الاستنفار الأمني، كما عرف هذا الشريط تعزيزات أمنية من مختلف وحدات الجيش الشعبي الوطني، لاسيما من قبل الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب، استعدادا لإحباط أي طارئ في ظل الوضع الأمني المتردي الذي تعيشه الجارة ليبيا وأيضا تونس، والتي بدا فيها التنظيم الإرهابي المعروف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، يتولى زمام الأمور بالأراضي الليبية، مستفيدا من الصراع بين الفرقاء الليبيين، وغياب مؤسسات أمنية قادرة على ردع وملاحقة عناصر هذا التنظيم، الذي يبدو أن وجوده في ليبيا وتصعيد أعماله الإرهابية، يهدف إلى التشويش على الحوار الوطني الليبي والتمهيد للتدخل الأجنبي، وهو التدخل الذي سيعقد الأوضاع ويطيل من عمر الأزمة الليبية التي باتت تؤثر سلبا على كامل المنطقة، وفي مقدمتها الجزائر التي تجمعها مع ليبيا حدود برية بطول يزيد عن 9 آلاف كليومتر. وجاء استنفار الجيش الشعبي الوطني على الشريط الحدودي الشرقي مباشرة بعد المجزرة التي نفذها التنظيم الإرهابي ”داعش” في حق رعايا مصريين بليبيا، وهي الجريمة التي استنكرتها الجزائر بشدة انطلاقا من مواقفها الرافضة لأي شكل من أشكال الإرهاب والعنف. وأمام هذه الوضعية رفعت الجزائر من درجات التنسيق والتعاون الأمني مع تونس، باعتبارها هي الأخرى دولة حدودية مع ليبيا، كما تعتبر الجزائروتونس أهم الأطراف التي تسعى إلى حل الأزمة الأمنية والسياسية بليبيا عن طريق الحوار السياسي ودون تدخل أجنبي خارجي، وذلك ضمن مبادرة دول جوار ليبيا التي تأسست خلال قمة دول عدم الانحياز المنعقدة شهر أفريل الماضي.