دخل صبيحة أمس الحرس الحدودي التونسي في تبادل إطلاق نار كثيف، مع مجموعة إرهابية على مستوى المعبر الحدودي بعين دراهم. قال مصدر أمني تونسي إنه جرى فجر السبت تبادل إطلاق نار بين عناصر حرس الحدود ومجموعة إرهابية بمنطقة ببوش، من معتمدية عين دراهم، من ولاية جندوبة التونسية، وتحديدا عند المعبر الحدودي مع الجزائر، حسب ما ذكرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء. وأطلقت السلطات التونسية عمليات تمشيط واسعة من قبل وحدات مشتركة بين الحرس والجيش، لتعقب عناصر هذه المجموعة الإرهابية التي لاذت بالفرار باتجاه المنطقة الغابية. وتأتي العملية الإرهابية في وقت أكد فيه الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، في تصريح صحفي، أنه وبحسب المعطيات الاستخباراتية المتوفرة، فإن عدد الإرهابيين المتحصنين بجبال القصرين وجندوبة والكاف، يتراوح بين 80 و100 إرهابي، من جنسيات تونسية وأجنبية، من بينهم جزائريون. وأضاف أن العنصرين الإرهابيين الخطيرين، أبو عياض وأحمد الرويسي، متورطان في التخطيط لضرب تونس انطلاقا من التراب الليبي، مؤكدا أنهما مازالا يمثلان خطرا على بلاده. ودفعت الاضطرابات الأمنية وتحصن عناصر إرهابية على الحدود مع الجزائر، إلى طلب مساعدات عسكرية من الغرب، حيث أعلنت وزارة الدفاع التونسية، أمس، أنها اتفقت مع نظيرتها الأمريكية لتزويدها في النصف الثاني من 2015، ب8 مروحيات ”بلاك هوك”، من أجل تعزيز قدراتها على مقاومة الإرهاب، مشيرة إلى أن المروحيات ستخصص لنقل الجنود وللقيام بعمليات هجومية ضد مخابئ المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال. وقال الناطق باسم وزارة الدّفاع التونسية، بلحسن الوسلاتي، في تصريح لإذاعة ”شمس. أف. أم” الخاصة، إنه ”تم الاتفاق على تزويد تونس في النصف الثاني من العام الجاري، ب8 مروحيات أمريكية”، مضيفا أن ”هذه الصفقة تشمل طائرات هليكوبتر ستخصص لنقل الجنود وللقيام بعمليات هجومية ضد المجموعات الإرهابية المتحصنة بمرتفعات سلسلة جبال الشعانبي، على الحدود الغربية مع الجزائر”. وسوف تسهم الطائرات المروحية في ضبط الحدود مع الجزائر وليبيا، خصوصا وأن المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، الكائن مقره في تونس، توقع ”حصول عمليات انتحارية داخل المدن التونسية الكبرى، خلال الفترة القادمة”، في وقت كشفت فيه تقارير استخباراتية أن سيف الله بن حسين الملقب ب”أبوعياض”، زعيم تنظيم أنصار الشريعة، المتواجد في ليبيا، جهّز أكثر من عشرين انتحاريا تونسيا بمساعدة قيادات جهادية تونسية وليبية وجزائرية، لتنفيذ عمليات انتحارية نوعية في إطار مخطط لإقامة إمارة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في الجنوب التونسي، ما دفع السلطات التونسية إلى تعزيزات أمنية وعسكرية على الحدود مع ليبيا، لمنع تسلل تنظيم الدولة الإسلامية إلى داخل محافظتي تطاوين ومدنين. ويتحدث خبراء تونسيون عن خلايا التنظيمات الإرهابية، وخاصة منها المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، حيث أوضحوا أنها ليست متحصنة فقط بمرتفعات سلسلة جبال الشعانبي المحاذية للحدود الجزائرية، وإنما هي متغلغلة في النسيج الاجتماعي، وتتحرك بحرية شبه كاملة، ولها اتصالات مع أبو عياض، وعدد من قيادات تنظيم أنصار الشريعة بشقيه التونسي والليبي، وهذا وفقا لما صرحت به بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية.