دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول ”صورة المخطوطات العربية وإشكاليات الإبداع والتلقي”، المنظم يومي الثلاثاء الفارط والبارحة بوهران، إلى إعادة إحياء التراث المخطوط في العالم العربي، وحث المتدخلون في هذا اللقاء المنظم من قبل مخبر الاتصال الجماهيري وسيميولوجية الأنظمة البصرية بجامعة وهران، إلى توظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة في عمليات حفظ واستغلال ونشر المخطوطات. وشددت الأستاذة بجامعة تيزي وزو، زروطة نصيرة، على ضرورة فهرسة المخطوطات حتى تكون في متناول الباحثين، ثم العمل على رقمنتها على شكل صور يسهل تحقيقها، ودعت في ذات السياق إلى تشجيع البحث في مجال المخطوطات والعمل على تحقيق ونشر تلك التي تمثل قيمة معرفية هامة. وأشار الدكتور الغالي بن هشو” من المغرب، إلى غياب ثقافة المخطوطات في العالم العربي، داعيا إلى توظيف وسائل الإعلام لنشر الوعي الثقافي الخاص بالمخطوط، وأكد على ضرورة تكثيف التظاهرات العلمية وتخصيص جوائز للبحوث في مجال المخطوط لتشجيع الباحثين على العمل لإحياء هذا التراث المعرفي. وتطرق الأستاذ حاج شعيب من جامعة سعيدة، إلى دور المخطوطات التي أنتجها علماء من المغرب العربي في نشر الدين والعلوم بمنطقة غرب إفريقيا، والتي أسسوا بها مراكز ثقافية سمحت بإحداث حركات إصلاحية تجديدية بهذه المنطقة امتدت إلى غاية نيجيريا والسينغال، وأبرز نفس المتحدث إيجابيات التراث المعرفي والثقافي، والذي عزز الروابط بين دول منطقة شمال إفريقيا وغربها، والتي لا تزال قائمة إلى اليوم. وتم خلال اللقاء تقديم سلسلة من المداخلات، التي تناولت أهمية المخطوطات في الحفاظ على تاريخ المجتمعات العربية ورقمنة المخطوطات وأساليب حفظ وصيانة المخطوطات، بحضور وتنشيط من طرف باحثين من مختلف الجامعات الجزائرية، إضافة إلى أساتذة من دول المغرب والكويت وقطر وطلبة الإعلام والاتصال والتاريخ وعلم المكتبات بجامعة وهران.