تعتزم إيطاليا على الغاز الجزائري كبديل عن الروسي مع تزايد التوترات في أوكرانيا، فيما تعمل الشركة الإيطالية ”إيني” على تعزيز وجودها في الجزائر، من خلال بعث وتوسيع مشاريعها في مجال التنقيب والتطوير وكذا إنتاج النفط. جاء ذلك على لسان نائب وزير الصناعة الايطالي كلاوديو دي فينسينتي، في تصريح لوكالة ”رويترز” أمس الأول، أن إيطاليا تعتزم رفع وارداتها من الغاز الطبيعي من الجزائر وليبيا وهولندا إذا توقفت الإمدادات من روسيا مع تزايد التوترات في أوكرانيا. وأضاف:”نحن قادرون على رفع الواردات سريعا من الدول الموردة.. الجزائر وليبيا وهولندا”. وأشار أن شركة النفط والغاز العملاقة ”إيني” المملوكة للدولة لم تتأثر حتى الآن بالخلاف بين روسياوأوكرانيا. ومن جهته توقع الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو دي سكالزي، في ما يتعلق بتوقعات أسعار النفط خلال السنة القادمة، أنّ تتحسن أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، لتصل إلى 70 دولاراً للبرميل في العام المقبل. وأرجع دي سكالزي توقعاته لتحسن أسعار النفط، في حوار مع صحيفة ”فاينانشيال تايمز” الأسبوع الماضي، إلى ثلاثة عوامل رئيسية، وهي انخفاض إنتاج النفط الصخري الأمريكي وتحسن مستويات الطلب العالمي على النفط، وانعكاسات انخفاض الإنفاق على مشاريع النفط. ذكر أن انهيار أسعار النفط بأكثر من 50 ٪ من مستوياتها في جوان من العام الماضي، قد أدى إلى تعليق تمويل مشروعات في مجال الطاقة الأحفورية تقدر قيمتها بحوالي 980 مليار دولار؛ وذلك حسب توقعات مصرف غولدمان ساكس الأمريكي. ودعا دي سكالزي المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لإقرار السلام بين الجماعات المتحاربة في ليبيا، وقال إنه قلق على الوضع هنالك. وتنتج إيني حالياً حوالي 300 ألف برميل يومياً من ليبيا رغم ظروف الحرب الطاحنة، وتعد ليبيا من الدول المهمة بالنسبة لإيطاليا من ناحية إمدادات النفط والغاز الطبيعي. ودعا الرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية إلى ضرورة التعاون بين جميع المنتجين لرفع الأسعار. وقال في هذا الصدد:”بات من الواضح أن هنالك حاجة للتعاون بين جميع المنتجين لإعادة التوازن إلى السوق النفطي”. وأشار إلى أنه أصبح مفهوماً أن السعودية التي تقود منظمة ”أوبك”، لن تلعب دور المنتج المرن أوالمرجح الذي كانت تلعبه في السابق لإحداث التوازن في السوق النفطي”. وبشأن إيران، قال دي سكالزي إن شركة إيني ترغب في العودة إلى إيران، إذا رفع الحظر الاقتصادي الغربي عن حكومة طهران، ولكنه اشترط أن تمنح الحكومة الإيرانية حق المشاركة في الإنتاج في العقود الجديدة للاستثمارات النفطية. وكانت إيران التي تعاني من تقادم صناعات الطاقة قد وضعت عقودا جديدة للاستثمار الأجنبي في الطاقة، ولكنها لم تذكر تفاصيل هذه العقود بعد. ويذكر أن كلاوديو دي سكالزي كان من بين الرؤساء التنفيذيين للشركات العالمية، التي اجتمعت مع وزير الطاقة الإيراني في فيينا في نوفمبر الماضي. وبشأن عمليات الحيازة والدمج بين الشركات النفطية، قال دي سكالزي إن ”إيني” ليست بحاجة إلى عمليات شراء أو حيازة موجودات لأنها حققت كشوفات ناجحة في إفريقيا.