أكد رئيس اللجنة الأولمبية التونسية، محرز بوصيان، أن التونسي طارق بوشماري قد صوت لصالح الملف الجزائري خلال انتخابات البلد المنضم لكأس أمم إفريقيا 2017، عكس بعض الشائعات التي تحدثت عن تصويته لصالح الغابون على ضوء خلافاته الشخصية مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، موضحا أن بلده ستقف إلى جانب روراوة في حال قرر هذا الأخير دخول معترك انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في 2017، لكن الدعم التونسي يجب أن يكون مدروسا وبشروط. أوضح محرز بوصيان في حوار حصري مع ”الفجر”، على هامش زيارته إلى الجزائر العاصمة، لحضور الملتقى الأورو متوسطي للجان الأولمبية، بدعوة من رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية مصطفى بيراف، أن العلاقات الرياضية بين الجزائروتونس أخوية، ووطيدة، ولا يمكن أن تتزعزع مهما كان عليه الحال. وتحدث بوصيان المرشح السابق للانتخابات الرئاسة التونسية، عن عدة قضايا تجمع تونسوالجزائر في المجال الرياضي، وكذا التبادلات بين البلدين، فضلا عن أجوبته الذكية حول عدة قضايا مشتركة في هذا الحوار الذي خصنا به. أول سؤال نوجهه إلى حضرتكم، كيف تقيمون العلاقات الرياضية بين تونسوالجزائر في الفترة الراهنة؟ العلاقات بين تونسوالجزائر سواء في الرياضة أو غيرها من مجالات الحياة، هي علاقات أخوية، حيث تجمعنا مع أشقائنا بالجزائر العديد من القواسم المشتركة، ولا يفصلنا شيء سوى الحدود، فتونسوالجزائر بلد واحد بما تعني الكلمة من معنى، خاصة في المجال الرياضي، حيث نجد علاقة وطيدة ووثيقة بين البلدين، وهو الأمر الذي تؤكده التبادلات بين البلدين، في كرة القدم وباقي الاختصاصات. هل هناك سبل من أجل تطوير الروابط المشتركة أكثر بين بلدكم والجزائر؟ هذه هي الزيارة العاشرة لي إلى الجزائر، وأنا على تواصل دائم مع أخي وصديقي مصطفى بيراف، من أجل ضمان توطيد مستمر للعلاقات الرياضية بين الجزائروتونس، وأتصل به هاتفيا تقريبا بشكل يومي، من أجل التباحث والتناقش في كل المجالات، وهناك عدة اتفاقات تم إمضائها وأخرى سيتم إمضائها في قادم المواعيد. الرياضيون الجزائريون يقصدون تونس من أجل إجراء تربصات وتحضيراتهم، خاصة على مستوى أندية كرة القدم، حيث تفضل الأندية الجزائرية التوجه إلى تونس صيفا لتحضير الموسم الجديد، في المقابل، لا نشاهد تنقل الرياضيين والأندية التونسية للتربص بالجزائر، رغم أن الباب يبقى مفتوحا أمامها لذلك، ما هو السبب؟ السبب راجع إلى الطابع السياحي بدرجة أولى، فتونس بلد يعتمد بشكل كبير على السياحة، بما فيها السياحة الرياضية، وهو الأمر الذي يجعلها مكان جذب للأندية الجزائرية التي تحضر بتونس كل موسم، وللمنتخبات الجزائرية في مختلف الرياضات، وأقول لهم مرحبا بكم دائما، فهم ليسوا ضيوفا فقط، بل أصحاب الدار أيضا، أما بخصوص توجه الرياضيين التونسيين للتحضير بالجزائر فلا يوجد أي مانع، خاصة في حال وجود دعوات من الجانب الجزائري. فضلا عن أن تونس هي مكان جذب للأندية والمنتخبات الرياضة الجزائرية، فإننا في المواسم الأخيرة، بدأنا نلاحظ أن البطولة التونسية لكرة القدم أصبحت تستقطب عددا كبيرا من اللاعبين الجزائريين، وحتى الدوليين، في صورة جابو، بونجاح وبلقروي، كيف تفسر ذلك؟ نحن سعداء كثيرا في تونس كون البطولة الوطنية يلعب فيها لاعبون من الطراز العالي من قيمة جابو بونجاح، وهو ما يمثل إضافة نوعية لبطولتنا، وستبقى بطولتنا مستقطب اللاعبين الجزائريين، وأتمنى أن يغادر لاعبون تونسيون كبار وحتى دوليون للعب في البطولة الجزائرية، والاحتراف بها، خاصة وأن البطولة الجزائرية أصبحت بطولة قوية على الصعيد القاري. تونس اعتادت احتضان عدة تظاهرات رياضية قارية ودولية، الجزائر ليست بنفس الحال، وأخفقت مؤخرا في احتضان كأس أمم إفريقيا 2017 لكرة القدم، نريد أن نعرف من حضرتكم لأي بلد صوت ممثل تونس في الكاف، طارق بوشماوي، هل إلى الجزائر أو الغابون؟ أريد أن أؤكد من منبركم هذا أن تونس صوتت لصالح الجزائر في انتخابات احتضان كأس أمم إفريقيا 2017، فالجزائر قلبا وقالبا مع تونس، وكنا نتمنى أن تحتضنوا الكان المقبل، لأن ذلك يعود بالإيجاب عليكم وعلينا على حد سواء، لكن للأسف، الغابون فازت بحق الاحتضان ولا يعني ذلك نهاية العالم، بل يجب مواصلة العمل من أجل احتضان طبعات مقبلة، تونس ستبقى إلى جانب الجزائر في كل وقت، وتونس صوتت ودعمت الجزائر في جميع الانتخابات والاستحقاقات. بما أنكم تؤكدون دعم تونس الكبير للجزائر، فربما يكون هناك ترشح لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة لانتخابات الكاف القادمة في سنة 2017، هل ستصوت تونس لروراوة لو ترشح على حساب دعمها لحياتو؟ كما يقول الحديث ”أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”، سنقف إلى جانب روراوة، وسندعمه لو ترشح لانتخابات رئاسة الكاف، لكن النصرة لا يعني التسرع، بل يجب تقييم الوضع، قبل إعلان دعمنا لطرف على حساب، وسيكون من الغباء دعم روراوة لو كانت معركته خاسرة، وحينها سنقوم بتوجيه النصيحة لهن ودعمه من أجل تحقيق الفوز، ولا يجب دعمه من أجل دخول معركة خاسرة مسبقا، تونس تدعم الجزائر، كما أننا نمثل مصالح دول، وأحيانا نفضل أن تكون الخسارة شخصية على أن تكون خسارة للبلد الذي نمثله، وهو الأمر الذي يفهمه روراوة جيدا، فهو رجل محنك ولديه نفوذ كبير في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وممثلنا يدعمه كثيرا. سؤال أخير، بعد حوالي سنة من الآن ستكون هناك دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو البرازيلية، كيف هي تحضيرات النخبة التونسية لهذا الموعد، وما هي طموحاتكم المرجوة في هذا الحدث الرياضي الكبير؟ هناك برنامج عمل مسطر منذ فترة تحسبا للألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، ونحن في تونس قمنا بتحديد 11 رياضيا في الاختصاصات الفردية من أجل التكفل بهم بشكل كلي وتام، بالنظر إلى فرصهم الكبيرة في الوصول إلى منصات التتويج بالبرازيل، في دورة ألعاب لندنتونس كانت حاضرة في منصات التتويج، ونطمح إلى تحقيق نتيجة أفضل بريو دي جانيرو، وتحقيق أكثر من ميدالتين، خاصة من الذهب، وهناك مؤشرات ايجابية تؤكد قدرة تونس على التألق بالبرازيل. حاوره: ج. ابراهيم
”الفجر” تقف على الرجل الرياضي والسياسي والمحامي المثير للجدل من هو محرز بوصيان؟
محرز بوصيان يعتبر من الأسماء التي شغلت حيزا في الرأي العام التونسي في السنوات الأخيرة، خاصة بخلافاته مع وزير الرياضة السابق طارق ذياب، والتي أشعلت وسائل الاعلام التونسية، فضلا عن ترشحه لرئاسيات تونس الأخيرة لمواجهة القائد السبسي، فمن هو محرز بوصيان؟ ولد محرز بوصيان بالملاسين في 7 ماي 1959 وقد زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الابتدائية بالملاسين، ثم واصل تعليمه الثانوي في معهد ابن شرف. في جوان 1983 تحصّل على الإجازة بتفوق من كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية بتونس في أوت من نفس السنة التحق بالهيئة العليا للقضاء، وكان عضوا مؤسسا لجمعية القضاة التونسيين. يعتبر محرز بوصيان، في ذلك الوقت، أصغر قاض بتونس، كما كان أوّل عربي بالجمعيّة الدّوليّة للمحامين الشبان. وفي سنة 1988 شارك الأستاذ محرز بوصيان في تأسيس جمعية القضاة التونسيين. وفي سنة 1989 التحق الأستاذ محرز بوصيان بسلك المحاماة وأسس مكتبا أصبح من أكبر مكاتب المحاماة في تونس، ولم تقتصر المسيرة المهنيّة للأستاذ محرز بوصيّان على مجال القضاء والمحاماة، بل كان له اهتمام بالمجال الرياضي، فهو متحكم في قانون الرياضة، كما تولى رئاسة نادي التنس بتونس منذ 16 فيفري 2003، قبل أن يتولى رئاسة الجامعة التونسية للتنس في الفترة 2013-2009. سنة 2013 انتخب الأستاذ محرز بوصيان كأوّل رئيس بعد الثّورة للّجنة الوطنية الأولمبية التونسيّة، ودخل في خلافات حادة مع الوزير السابق واللاعب الدولي، طارق ذياب، جعلت هذا الأخير يصفه بالمسيح الدجال، وتواصلت الحرب والتصريحات بين الطرفين، وكذا رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، وديع جريء، قبل أن يغادر طارق ذياب منصبه كوزير للرياضة. وأما بخصوص علاقته بالجزائر، فيعد بوصيان من الداعمين للحركة الرياضية الجزائرية، وقد وقف إلى جانب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، والذي واصل في منصبه كنائب للجنة الأولمبية الإفريقية، كما أن بوصيان يملك علاقات جد طيبة مع عدد كبير من الاتحادات الرياضية الجزائرية، على غرار اتحاديتي التنس وألعاب القوى، وأكد من خلال مواقفه حبه الكبير للجزائر.