تطرح التصريحات التي أدلى بها رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف مؤخرا، بخصوص عدم منح الجزائر شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، الكثير من التساؤلات، خاصة وأنه عند معرفة السبب يثار العجب، فبالنسبة له إن هناك عدة عوامل بعيدة عن الرياضة تتحكم في قرار المكتب التنفيذي للكاف، أهمها أن هناك ”لوبيات” داخل الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، هي التي تعتبر سيدة القرار، وعوامل مثل قضية التسويق والإشهار على مستوى الكنفدرالية، ومدى تأثير شركائهاالتجاريين على قراراتها النهائية. فإن كان فعلا هذا من بين الأسباب، فكيف قررت "الكاف" التوجه إلى غينيا الإستوائية واعتبرت بأن الدورة ال30 التي احتضنها هذا البلد ناجحة؟، وهو البلد الصغير الذي لا يضاهي أبدا الجزائر، التي تعتبر أحسن بكثير، وتعتبر أرضا خصبة لكل هؤلاء المسوقين والشركاء التجاريين للكاف، كونها بوابة إفريقيا ونافذة على أوروبا، وكيف اختارت أيضا "الكاف" المغرب البلد الشقيق لاحتضان العرس الإفريقي الماضي، قبل أن يرفض ذلك؟. رئيس "الكاف" يصفي حساباته الشخصية على حساب الجزائر من المؤكد أن هناك عوامل أخرى، تمنع الجزائر حسب بيراف من تنظيم ”كان” 2017، ولم يرد رئيس ”الكوا” التحدث عن الخلاف الموجود بين روراوة وحياتو، حيث اعترف بأن العلاقة تكون في بعض الأحيان فاترة بين الرجلين. وقد أكدت بعض التقارير في السابق، بأن حياتو خيّر روراوة بين احتضان الجزائر ل"كان” 2017، ومنصبه في الفيفا، فالكاميروني يخشى على منصبه في الكاف، ولهذا فقد أراد إضعاف خصومه ومنهم رئيس الفاف محمد روراوة، الذي سبق له أن صرح بأنه لن يترشح لمنصب حياتو مادام هذا الأخير رئيسا للكاف. ويحدث فقط في القارة الإفريقية، أن يساوم الأشخاص بمناصبهم وبلدانهم ويخيرون بين هذا وذاك، فكيف يعقل أن تصل الجرأة برئيس أعلى هيئة كروية في إفريقيا، أن يحرم بلدا كاملا من احتضان العرس الكروي الإفريقي، بسبب خلافه على المنصب مع رئيس اتحادية هذا البلد؟ ، صحيح أن حياتو يريد البقاء على رأس "الكاف"، إلا أنه لا شيء يسمح له بأن يكون ديكتاتوريا ويفرض رأيه فقط، في ظل الغياب التام لأعضاء المكتب التنفيذي، بما فيهم روراوة والذين أمضوا على عريضة مساندة للعجوز الكاميروني ضد تونس والمغرب، فما هو دور أعضاء المكتب التنفيذي؟، إن لم يمثلوا بلدانهم في الكاف من أجل الدفاع عنها، صحيح أن المصالح الشخصية طغت بكثير على مصالح بلدانهم، مثلما قام به الممثل التونسي في هذه الهيئة والذي أمضى على مساندته لحياتو على حساب بلده. الصحافة الجزائرية تقلق حياتو سبب آخر أثاره بيراف، سيجعل حياتو يرفض منح الجزائر شرف احتضان كأس إفريقيا 2017، وهو تذمر الكاميروني مما كتب عنه في الصحافة الجزائرية من انتقاد، الأمر الذي أثر على نفسيته، وهذا ما سيؤثر على قرار مكتبه التنفيذي بخصوص ”كان” 2017، فعلا إن إفريقيا عجيبة، إذ كيف يعقل أن تؤثر النزوات النفسية على منح بلد ما إمكانية احتضان كأس إفريقيا؟، فهل لا بد أن تصبح الصحافة الجزائرية أيضا تحت وصاية حياتو؟، وكيف لا يقبل رئيس الكاف الانتقاد؟، وهل ستكون الصحافة الجزائرية سببا أيضا في عدم تنظيم الجزائر ل"كان” 2017؟، يمكن لذلك أن يحدث ما دمنا في قارة تسمى إفريقيا. هل سيكون روراوة سببا في عدم احتضان الجزائر ل"كان” 2017 ؟ لقد حرمت الجزائر من استضافة دورتي 2019 و2021، رغم أن ملف الترشح كان قويا، وحاولت السلطات أن تدافع عنه بكل قوة، غير أن هيئة حياتو كان لديها رأي آخر، ورفضت ملف الجزائر دون ذكر الأسباب، حيث صرح وزير الرياضة تهمي آنذاك، بأن هناك عملا كبيرا في كواليس المكتب التنفيذي للكاف، هو المحدد للبلد المنظم للدورتين، ليبقى الأمل بعد ذلك حول دورة 2017، إلا أن الأمل بدأ يتلاشى، ويبدو أن حياتو لايزال حاقدا على الجزائر، فبعد مقتل مواطنه إيبوسي في ملعب تيزي وزو، تهاطلت العقوبات، فبداية بشبيبة القبائل، التي منعت من المشاركة في منافسة إفريقية لمدة عامين دون سند قانوني، مما جعل المحكمة الرياضية الدولية تفضح الكاف، إلى حرمان الجزائر من كأسي أمم إفريقيا 2019 و2021 والآن 2017، فحياتو يبدو أنه لا يحمل في قلبه لا الجزائر ولا رئيس إتحادية كرتها محمد روراوة، لأنه ليس هناك أي تفسير مقنع لكل ما قيل سوى ذلك، فهل سيكون روراوة سببا في عدم احتضان الجزائر ل"كان” 2017؟. سلال في لقاء الجولة الأخيرة لإقناع المكتب التنفيذي للكاف المكتب التنفيذي ل"الكاف”، سيعلن عن البلد المنظم للدورة 31 لكأس أمم إفريقيا في 8 أفريل القادم، وحسب بيراف فإن الغابون هي التي ستنال شرف تنظيم هذه الدورة، إلا أن المساعي الجزائرية لم تتوقف، فالوزير الأول عبد الملك سلال سيستقبل وفد الكاف نهاية الأسبوع وسينظم مأدبة عشاء على شرفهم، بمناسبة تواجدهم في الجزائر لحضور مباراة الكأس الممتازة الإفريقية بين وفاق سطيف والأهلي المصري يوم السبت القادم بملعب تشاكر بالبليدة، حيث سيحاول سلال إقناع حياتو وأعضاء مكتبه التنفيذي في لقاء الجولة الأخيرة، لمنح الجزائر شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم 2017، غير أن آخر سؤال يطرح، هل ستكون الجزائر جاهزة لهذا الموعد؟.