حافظت الجزائر على تمثيلها ب”ممثل دبلوماسي” في اجتماع قادة الجيوش العربية الذي بحث ملف القوة العربية المشتركة بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، لتؤكد مرى أخرى في رسالة مشفرة أن ”جيشها لا يغامر خارج الحدود”. عندما كان رؤساء أركان جيوش الدول العربية والمسؤولون العسكريون من 21 دولة، عدا الجزائر، التي مثلها في الاجتماع سفيرها لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير نذير العرباوي، حل وزير الخارجية المصري سامح شكري في الجزائر، في زيارة لم يعلن عنها من قبل وهو ما ربطه ملاحظون بمحاولة ثنيها عن تليين موقفها من فكرة القوة المشتركة التي تتحمس لها مصر كثيرا، حيث طالبت من رؤساء أركان الجيوش العربية، خلال اجتماعهم بالقاهرة، سرعة الانتهاء من الإعدادات اللازمة بشأن إنشاء القوة العربية المشتركة لتقديمها في الموعد المحدد في غضون شهر. وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد صرح مطلع أفريل الماضي أن الاقتراحات التي تقدمت بها الجزائر بخصوص إنشاء قوة عربية مشتركة خلال القمة العربية ال26 بشرم الشيخ حظيت بقبول كل الأعضاء مما سمح بالمصادقة عليها بالإجماع خلال القمة. وهذا الاجتماع الثاني لقادة الأركان العرب الذي يغيب عنه الفريق قايد صالح، حيث سبق وناب عنه السفير نذير العرباوي خلال اجتماع عقد شهر أفريل الماضي بمقر الجامعة العربية. وعلق العقيد المتقاعد والملحق العسكري السابق للجزائر في الشرق الأوسط، بن عمر بن جانة، عن ضعف تمثيل الجزائر بالقول إن حضورها الاجتماع كان شكليا فقط، وتابع في تصريح ل”الفجر”، أن الجزائر منذ البداية لم تكن منخرطة في هذا التنظيم الجديد لأسباب عديدة، متسائلا ما هي أسباب وإيديولوجيا العقيدة العسكرية للقوات العربية، وثانيا قد تكون موجهة لتدخلات في دولة عربية، ”فلربما توجه قواتها إلى ليبيا، وهو ما ترفضه الجزائر تماما”، منتقدا ترك العرب للعدو الإسرائيلي وتخطيطهم لإنشاء قوات عسكرية توجه ضد اليمن. وأشارت تصريحات رئيس الأركان، اللواء محمود حجازي التي وجهها لرؤساء الأركان العرب بسرعة الانتهاء من عملهم في غضون شهر تمهيدًا لعرض المشروع على رؤساء الدول العربية لدراسته، ولفت إلى أن الاجتماع الختامي للقمة العربية بمدينة شرم الشيخ حدد يوم 29 جويلية كتاريخ نهائي للتصديق على تشكيل تلك القوة، مشددا على ضرورة عقدها في الموعد المحدد.