تابعت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء البلدية سماع الشهود، بعد أن نادى القاضي ”عنتر منور” لحوالي 50 شاهدا في اليوم الثالث والعشرين، من محاكمة الخليفة ومن معه من متهمين في القضية المعروفة بفضيحة القرن، وتميزت جلسة الأمس على خلاف سابقتها بحضور معظم الشهود الذين نادى بأسمائهم القاضي. دريدر: بنك الخليفة لم يكن يحقق أرباحا إلى غاية 2002 استمع القاضي للسيد دريدر بوسعد باعتباره أول شاهد وهو رئيس مكتب المنازعات بمديرية الضرائب بالشراڤة. وأكد دريدر أن بنك الخليفة صرح بالضرائب في الشراڤة على الأرباح والنشاط المهني، كما صرح كذلك بالقيمة المضافة والعقار والضرائب على العمال. وأكد الشاهد أن بنك الخليفة استفاد من تخفيض جبائي لمدة ثلاث سنوات ثم مددت إلى سنتين إضافيتين. الشاهد دريدر صرح بأن البنك لم يكن يحقق أرباحا إلى غاية سنة 2002 حيث حقق أرباحا قدرت بسبعة ملايير دينار، وبعد التحقيق المحاسبي والضريبي اكتشفنا أن الخليفة مدان بثلاثة ملايير دينار. القاضي يستمع للشاهد الثاني طالب بلعيد، حيث شغل المعني منصب مدير عام مطاحن البيبان ببرج بوعريريج سنتي 2002 و2003. وأكد الشاهد أن المؤسسة أودعت أموالها بقرار من مجلس الإدارة في بنك الخليفة بسبب الفوائد المرتفعة. ثم استمع القاضي للشاهد الثالث الذي كان سائقا بصندوق المعاشات بأم البواقي، الذي قال إن مسؤوله المباشر أرسله إلى وكالة حسين داي لاستلام سيارتين تويوتا ”إيكو” و”ياريس”. بلجودي: اكتشفنا أن الأموال أودعت في بنك الخليفة قبل انعقاد مجلس الإدارة القاضي يشرع في الاستماع لمحمد الطاهر بلجودي، حيث شغل الشاهد منصب مدير مساعد للمدير العام للصندوق الوطني للتقاعد. وصرح بلجودي بالقول إننا أودعنا 12 مليار دينار في بنك الخليفة، ثم سحبنا جزءا من الأموال المودعة وبقيت 4 ملايير دينار لم نتمكن من سحبها. كما أكد بلجودي أنه لا علم له بخصوص إن كان لكرار دور في إيداع الأموال، وليست له أي علاقة بالإيداعات. كما أكد أن النظام الداخلي يمنح صلاحيات لمكتب المجلس في اتخاذ قرارات بخصوص إيداع الأموال في البنوك. وصرح قائلا ”اكتشفنا أن الأموال أودعت في بنك الخليفة قبل انعقاد مجلس الإدارة، والمدير العام للصندوق الوطني للتقاعد هو المكلف بإبلاغ الوزارة، مؤكدا في ذات الوقت بأنهم سحبوا الفوائد على المبلغ المودع”. يسة: أودعنا أموالنا في بنك الخليفة لأن الفوائد في القرض الشعبي الجزائري انخفضت إلى 1 بالمائة وبسماع شهادة الشاهد يسة لخضر، الذي شغل منصب مدير الوكالة العقارية باتنة، صرح قائلا ”أودعنا أموالنا في بنك الخليفة لأن الفوائد في القرض الشعبي الجزائري انخفضت إلى 1 بالمائة أما بنك الخليفة فمنحها فوائد بنسبة 9 بالمائة”. ومن ثم شرع القاضي في السماع للشاهد كوراري مبروك، الذي شغل منصب مدير مؤسسة إنتاج الجعة سابقا. هذا الأخير صرح بأنهم أودعوا 300 مليون دينار في بنك الخليفة ولا يتذكر تاريخ الإيداع الأول، كما سحبوا الفوائد وبقي في البنك 144 مليون دينار لم يتم سحبها. وأكد الشاهد كوراري أنه راسل بنك الخليفة في 2003 بشأن سحب الأموال ولم يجيبوه. كما قال الشاهد ”كنا نودع الأموال بالبنك الوطني الجزائري والفوائد لم تكن تعنينا”. ولدى سماع الشاهد سويسي طاهر، الذي شغل منصب مدير عام ديوان الترقية والتسيير العقاري بعين الدفلى، صرح بأن كل الدواوين أودعت الأموال ببنك الخليفة وهو ما حفزهم على إيداع أموالهم عنده. وننقل لكم من خلال هذه الأسطر شهادات شخصيات رياضية معروفة من خلال قرار الإحالة أثناء مثولهم أمام قاضي التحقيق سنة 2006، من بينها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، واللاعب الوطني سابقا المعروف بلومي لخضر، ومعمر جبور. روراوة محمد: وجدت اتفاقية مبرمة في عهد الرئيس السابق كزال عمر بين الاتحادية ومجمع الخليفة حيث أنه بتاريخ 2/ 1/ 2006 سمع قاضي التحقيق الشاهد روراوة محمد، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فصرح بأنه عند انتخابه رئيس للاتحادية بتاريخ 08/ 11/ 2001 وجد اتفاقية مبرمة في عهد الرئيس السابق كزال عمر بين الاتحادية ومجمع الخليفة حيث التزم هذا المجمع بدفع مصاريف النقل الجوي ومصاريف الإيواء للاعبين داخل وخارج الوطن، وتنظيم مقابلات ودية بين الفرق الوطنية والأجنبية، بالإضافة إلى وضع تحت تصرف الاتحادية حافلة من الحجم الكبير، ودفع أجور مدربي الفرق الوطنية، وأنه بتاريخ 02/ 12/ 2002 قام بتجديد الاتفاقية ليضاف لها نقل أندية القسم الأول والتكفل باللاعبين المحترفين والمسيرين. ولم يتمكن من تحديد المصاريف التي تم دفعها من طرف المجمع، كما منحهم هذا المجمع 7 سيارات سياحية تم إرجاعها إلى مصفي بنك الخليفة يوم 10/ 01/ 2005 بعد سماعه من طرف مصالح الدرك الوطني. وقال إنه استفاد شخصيا من رحلة خاصة على متن طائرة مع رفيق خليفة عبد المؤمن ورئيس الفيدرالية الدولية لكرة القدم السيد بلاتير في اتجاه باماكو سنة 2002، ورحلة خاصة ثانية مع خليفة رفيق عبد المؤمن باتجاه باريس. الشاهد بلومي لخضر: لم أتصل بأي مسؤول من أجل إقناعه بإيداع الأموال ببنك الخليفة حيث أنه بتاريخ 29/ 04/ 2006 سمع قاضي التحقيق الشاهد بلومي لخضر بخصوص اتصالاته بالمؤسسات العمومية لإيداع أموالها ببنك الخليفة وتحصله على مبلغ 50 مليون سنتيم من هذا البنك، فصرح بأنه كان يربطه عقد عمل مع بنك الخليفة بمرتب شهري يقدر ب80 ألف دج، وأنكر أن يكون قد اتصل بأي مسؤول عن مؤسسة عمومية من أجل إقناعه بإيداع أمواله ببنك الخليفة. وأكدع بلومي على أن نشاطه كان يقتصر فقط على التظاهرات الرياضية التي كان ينظمها مجمع الخليفة، رغم أن العديد من مسؤولي هذه المؤسسات ولا سيما الموجودة بالغرب الجزائري، قد أكدوا أن بلومي لخضر اتصل بهم، ورغم أن الأجرة الشهرية المسلمة له لم تكن من أجل المشاركة في التظاهرات فقط وأنه اعترف بأنه تحصل على مبلغ 50 مليون سنتيم في سنة 2001 كهدية بمناسبة زواجه وأنه لم يرجع هذا المبلغ إلى مصفي بنك الخليفة. شهادة مقدم الطاهر: جبور معمر كان مكلفا بالرياضة وتمويل الفرق وبلومي كان مستشارا رياضيا لمجمع الخليفة حيث أنه بتاريخ 31/ 12/ 2005 سمع قاضي التحقيق الشاهد مقدم الطاهر بصفته مستشارا رياضيا بمجمع الخليفة، فصرح بأنه شغل في بداية الأمر منصب مدير وكالة الشراڤة ثم أصبح مدير الاستغلال ثم عين بمفتشية بنك الخليفة إلى غاية سبتمبر 2001 حيث تم تعيينه مستشارا مكلفا بالرياضة. ورغم شغله لهذا المنصب فإن المسمى جبور معمر هو الذي كان مكلفا بالرياضة وتمويل الفرق وصرح بأن المسمى بلومي لخضر كان مستشارا رياضيا لمجمع الخليفة، مكلفا بالجهة الغربية، بينما السيد إيغيل علي مزيان لم يكن لديه مكتب معهم ولا يعرف كيف تم تعيينه مستشارا رياضيا. شهادة جبور معمر: الخليفة سلم ل”ياسين بورويلة” ظرفا به مبلغ قيمته 5000 فرنك فرنسي حيث أنه بتاريخ 31/ 12/ 2005 سمع قاضي التحقيق الشاهد جبور معمر، فصرح بأنه يعرف خليفة رفيق عبد المؤمن منذ أن كانا بالثانوية. وفي شهر ماي 2001 التحق للعمل بمجمع الخليفة بعد إبرامه لعقد عمل بأجرة شهرية تقدر ب15 مليون سنتيم دون الاستقالة من منصبه كصحفي بالإذاعة الوطنية التي كان يتقاضى بها مبلغ 27 ألف دج، وأنه عمل أيضا بقناة خليفة للتلفزيون من شهر سبتمبر 2002 إلى مارس 2003 أين كان يتقاضى أجرة إضافية بمبلغ 3500 أورو و600 أورو مصاريف الإيواء وكان دوره يتمثل في إبرام الاتفاقيات مع الأندية الرياضية وأنه حضر حفل تمويل أولمبيك مارسيليا بباريس في شهر جوان 2001 حيث قام خليفة رفيق عبد المؤمن بتوزيع أظرفة على الصحفيين الحاضرين بهذا الحفل كان بها مبلغ 5000 فرنك فرنسي. وكان عدد الصحفيين حوالي 60 صحفيا جزائريا من القطاع العام والخاص ونذكر منهم ياسين بورويلة، محمد حاوشيش، بن يوسف وعدية، كما استفاد من هذه الأظرفة بعض الفنانين والمطربين.