كشف المدير العام للشركة النقل بالسكة الحديدية، بن جاب الله ياسين، أن الاضطرابات الأخيرة التي عرفتها خطوط النقل بالسكة الحديدية راجعة إلى نقص المركبات، مشيرا إلى أنه بعد أن كان عددها 98 قطارا أصبحت اليوم 111 قطار ما بين الضاحيتين الشرقية والغربية. ولم ينكر في نفس الوقت أن الشركة كانت على أبواب الإفلاس خصوصا بعد العشرية السوداء ولم تتلق الدعم الكافي من الدولة على غرار مبلغ 127 مليار دينار. قال بن جاب الله خلال استضافته في فوروم جريدة ”ديكا نيوز” أمس، إن مشروع تمديد الخط الرابط بين الثنية وبرج منايل يسير بوتيرة عادية، مشيرا إلى أن وزارة النقل طالبت بإطلاق استغلال هذا الخط من خلال العربات القديمة غير المكهربة إلى غاية استكمال كهربة الخطوط بأكملها، مؤكدا على وجود رحلات يومية ذهابا وإيابا. وعن تداول معلومات بإفلاس الشركة، لم ينكر ذات المتحدث أنها عانت الكثير، خصوصا في العشرية السوداء، جراء أعمال التخريب، والدولة لم تدعم القطاع بالقدر الكافي على غرار مبلغ 127 مليار دينار الذي دخل في إطار السياسة المنتهجة من طرف الحكومة لإصلاح الشركة. وعن الإضرابات التي شهدتها الشركة مؤخرا، قال إنها ساهمت في التقليل من رأس مال الشركة، لكن ليس بنسبة كبيرة، لأن العمال كانت مطالبهم اجتماعية ومهنية، وتمت دراسة مشكل تعويضهم بأثر رجعي، مؤكدا أنه سيتم صب مخلفاتهم نهاية 2015، كما تم استحداث فيدرالية خاصة بمعالجة جل مشاكل العمال. وتطرق المدير العام لشركة النقل بالسكة الحديدية أيضا إلى المشكل الذي تم تسجيله مؤخرا بخصوص نقص القطارات في الناحية الغربية الرابطة بين الجزائر والعفرون، حيث أكد أنه يعاني من نفس المشكل كونه يتنقل عبر هذا الخط. وأرجع الأمر إلى نقص الخطوط الرابطة بين الجزائر والبليدة، حيث يوجد خطان فقط عوض أن تكون على الأقل خمسة خطوط، وأوضح أنه في إطار الشراكة التي تم إبرامها مع الشركة النمساوية ”كاش” انطلقت عملية توسيع الخطوط وعصرنة القطاع حتى يتسنى للشركة توفير قطار كل 15 دقيقة في الناحية الشرقية الرابطة بين الجزائر والثنية والناحية الغربية بين الجزائر والعفرون. وعن موضوع وإشكالية عزوف المواطنين عن دفع قيمة التذكرة، فقال إن هناك العديد من المنافذ تساعدهم على الهروب من دفع قيمة التذكرة، منها المجالات المفتوحة في محطات النقل، مؤكدا على إعادة النظر فيها وتوفير أعوان الرقابة واتخاذ الإجراءات الصارمة بعد أن يتم تعميم عصرنة القطاع عبر مختلف محطات النقل بالسكة الحديدية. وتطرق المتحدث أيضا إلى أنهم عازمون على تنفيذ برنامج الحكومة القاضي بربط جميع الموانئ الوطنية بخطوط السكك الحديدية أفق 2016، حيث قال بن جاب الله إن مشاريع خطوط النقل بالسكك الحديدية المدمجة في المخطط الخماسي للحكومة لها دور كبير في دعم التنمية الاقتصادية، وأن الشركة ستتعامل مع جميع الموانئ المتواجدة بالوطن من أجل نقل جميع البضائع والسلع التي تدخل الموانئ عبر خطوط السكك الحديدية باعتبار الأخيرة لها الأفضلية كونها أكثر اقتصادا، حيث لا تكلف الكثير من الأموال، بالإضافة إلى ربح الوقت لتمكنها من نقل السلع عبر مسافات طويلة في وقت زمني قصير. وخلال المرحلة الأولى من هذا المشروع تم خلق مؤسسات اقتصادية عبر جل الموانئ.