اختار المصور الفوتوغرافي الجزائري المحترف قاسي ولد عيسى، في معرضه الذي ينظم في فضاء مصطفى كاتب التابع لمؤسسة فنون وثقافة بالجزائر العاصمة إلى غاية السادس أوت الجاري، تسليط الضوء على مختلف مناحي الحياة في المجتمع الصحراوي بعيدا عن أي رسائل سياسية، حيث نقل مجموعة من الصور التي التقطها في أول زيارة له إلى المخيمات الصحراوية. يقول قاسي ولد عيسى، مهندس الأعمال الذي اختار التصوير على اختصاصه، حيث يشتغل كمدير تصوير في مجلة دزيريات، أن كلمة ”استقبال” عند الصحراويين تعني الضيف، حيث يطلقون على الضيف اسم استقبال وهو دليله في مخيمات الصحراويين، أما 27 فهو اسم المخيم الذي التقط فيه الصور التي شكل بها معرضه، في حين أن 50 ملم هي العدسة التي استعملها في آلة التصوير. قسم قاسي ولد عيسى معرضه إلى 5 محاور، فنجد محورا مشكلا من بورتريهات للعائلة التي استقبلته لما تواجد هناك في المهمة التي ذهب إليها، في إطار عمل مع المجلة التي يشتغل فيها سنة 2013، حيث لامس المصور عبر آلة تصويره ملامح الأشخاص الذين عاش معهم تلك الفترة، مستندا على الضوء الطبيعي الذي استعمله كتقنية وخاصية في عملية التصوير. لخص قاسي ولد عيسى عبر محاور معرضه جوانب من حياة الشعب الصحراوي، خاصة المرأة الصحراوية التي خصص لها حيزا كبيرا، بدءا بالنسوة اللواتي عاش معهن في خيمتهن، وهنا التقط بعض اللحظات التي قضاها رفقة تلك العائلة، ناهيك عن صور بعض النساء اللواتي يشكلن النواة الاجتماعية والثقافية في الصحراء الغربية. كما أظهر ولد عيسى المرأة الصحراوية بعزيمتها القوية بعيدا عن مسيرتها النضالية السياسية، وهو أمر ألح عليه صاحب المعرض، الذي أوضح أنه أراد ملامسة الواقع الصحراوي بعيدا عن السياسة، وهو هدف سعى إليه خلال رحلته عبر التقرب من المجتمع الصحراوي وطريقة الحياة والعيش والتعليم وغيرها من الأمور الأخرى. محور آخر يجلب انتباه الزوار وهو محور ”المدرسة”، فالمصور ولد عيسى قاسي بين شيئا جديدا وهو كيف تقوم العائلات الصحراوية بالذهاب إلى المدارس قبيل الدخول المدرسي من أجل تنظيفها حتى تضمن دخولا مدرسيا جيدا لأولادها، هذا المحور الذي وسمه ب”الأمل” نقل به أيضا نضال المرأة الصحراوية التي تسعى لضمان التعليم لأبنائها. محور آخر أطلق عليه المصور اسم ”مجتمع وشجاعة”، صور فيه أغلب يوميات الصحراويين في المخيم مثل لعبة ”السيغا” والمرأة تعد الشاي بجانب الرجل، وصورة لامرأة تخيط خيمة.. وهنا يوضح قاسي أن الصحراويين لا يشترون الخيام بل تقوم المرأة بخياطتها، في صورة توضح مكانة المرأة ونضالها في المجتمع الصحراوي، ناهيك عن صورة أخرى لرجل صحراوي يعزف على آلة الڤيتارة، في رسالة توحي أنه مجتمع ينبض بالحياة في مختلف مناحيه. سلط قاسي ولد عيسى في المحور الرابع الضوء على الأطفال في المخيمات الصحراوية وطريقة عيشهم وتناغمهم مع طبيعة الحياة في ظروف صعبة من خلال تكييف حياتهم مع طروف المعيشة الصعبة، ووسم هذا المحور ب”الأطفال الأمل”، حيث حرص على نقل الابتسامة في وجوههم. في حين كان المحور الخامس مخصصا للمستقبل وأظهر فيه أن هذا المجتمع ينبض بالحياة رغم كل شيء. وعن الهدف من المعرض، يقول قاسي ولد عيسى أنه أراد إظهار المجتمع الصحراوي بعيدا عن السياسة، فأغلب الجزائريين الذين يزورون الصحراء الغربية يهتمون أكثر بالجانب السياسي وهو الأمر الذي حرص على تفاديه، مضيفا أنه ركز كذلك على المرأة الصحراوية نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في إرساء قواعد مجتمع أصيل وقوي. وبخصوص استعماله للألوان، يقول قاسي أنها كانت طبيعية سواء من خلال الملابس أوانعكاس اللون الترابي في عملية التصوير، مضيفا أنها كانت متناسقة إلى حد بعيد مع الطبيعة الصحراوية.