كشف مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك وإرشاده لولاية الجزائر ”أبوس” عن غياب أدلة تثبت تسبب مادة الكاشير في وفاة الأشخاص الذين تسمموا جراء إصابتهم بداء البوليتيزم، موضحا أن بعض المعطيات تشير إلى أن المادة التي تم استهلاكها ليست من منتوجات بلاط وإنما تتعلق بمواد أصيبت بالتلف جراء انقطاع سلسلة التبريد. قال زبدي ل”الفجر”، أنه على السلطات العمومية تزويد ثلاجات التجار بمقياس حرارة خارجي يكون معيارا لسلامة المنتوج وبمثابة ضمان وطمأنة للمستهلك ،حيث يتمكن هذا الأخير من رؤية درجة حرارة الثلاجة من الخارج مضيفا أنه على الرغم من أن أسعار هذا المقياس الحراري غير مرتفعة إلا أنه لم يطبق بعد على أرض الواقع في ظل ارتفاع الإصابات بالتسممات الغذائية خاصة في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وحذّر ذات المتحدث من المواد سريعة التلف التي تتعفن أكثر مع ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في المنازل أو لدى محلات بيع المواد الغدائية نظرا لخطورة الوضع على صحة المواطنين، داع إلى تفادي إعادة تجميد المنتوجات الغذائية بعد ذوبانها. كما دق مصطفى زبدي ناقوس الخطر حول حالة فوضى في نقل اللحوم والدواجن والبيض والمشروبات في شاحنات تقطع آلاف الكيلموترات ولا تتوفر على شروط حفظ المنتوجات الغذائية وهو ما يتسبب في تلفها وبالتالي يزيد احتمال إصابة المستهلكين بأمراض خطيرة، إذ تصبح هذه الشاحنات الناقلة للمواد الغذائية بمثابة ”شاحنات الموت” التي تسبب في هلاك المواطنين، إذ تكثر هذه الظاهرة الغير واعية في فصل الصيف مع اشتداد درجة الحرارة موضحا أن الجمعية أطلقت حملة توعوية ضدها. وفيما يخص ظاهرة عرض المواد الغذائية تحت أشعة الشمس أكد رئيس جمعية حماية المستهلك أنها أصبحت استثنائية ولا نراها كثيرا مؤخرا وإنما بيع المواد الغذائية المعرضة لأشعة الشمس الحارقة ينتشر بصفة أكبر في الأسواق الفوضوية. من جهة أخرى، دعا رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي المواطنين إلى ضرورة اتخاذ الأساليب الوقائية اللازمة مع ارتفاع درجة الحرارة لتفادي استهلاك المواد الغذائية سريعة التلف وعدم تكرار سيناريو الهلع الذي عاشه الجزائريون لا سيما بعض الولايات الشرقية بسبب انتشار الإصابات بداء البوتيليزم. مشيرا إلى غياب أدلة تثبت حقيقة تسبب مادة الكاشير في وفاة الأشخاص الذين أصيبوا بتسممات غذائية خطيرة في بعض الولايات الشرقية، موضحا أن بعض المعطيات تشير إلى أن المادة التي تم تناولها ليست من منتوج بلاط وإنما تتعلق بمواد أصيبت بالتلف جراء انقطاع سلسلة التبريد. وأكد زبدي أن ”أبوس” تابعت الملف بمسؤولية كبيرة منذ ظهور الحالات الأولى وما حدث من حالة الخوف لدى المواطنين، موضحا أنه لو كان المنتج فاسدا من المصدر لكانت الإصابات منتشرة عبر القطر الوطني إلا أنها اقتصرت على مناطق دون أخرى ولعل السبب الرئيسي في التسمم يرجع إلى تلف المنتوج لظروف حفظه من قبل التجار والذين لم يحترموا الشروط الصحية في ذلك.