سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز كارنيغي للشرق الأوسط: "الجيش الجزائري أكبر قوة في المنطقة" الخطاب العام والدائرة الدينية ومستوى الأمن من بين أهم أسباب عدم التحاق الجزائريين بالإرهاب في الخارج
قالت دالية يزبك، محللة أبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، المهتمة بالشأن الجزائري، والخبيرة المتخصصة في الإرهاب، إنه يمكن تفسير أسباب العدد المحدود من الجزائريين الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، والذي لا يتجاوز 63 مقاتلا جزائريا، بنجاح السلطات الجزائرية في التعامل والتعاطي مع 3 عوامل مهمة وهي: الخطاب العام، والدائرة الدينية، وسياسات الدولة نحوها، ومستوى الأمن في البلاد الذي حققته مصالح الأمن من جيش ودرك وشرطة. تابعت يزبك بأنه يبدو أن سببا رئيسيا وراء العدد القليل من المقاتلين الجزائريين في صفوف التنظيمات الإرهابية، هو تجربة التسعينيات التي خلفت جرحا عميقا لا تزال معالمه تتجلى بوضوح في توق الجزائريين إلى الأمن والاستقرار، مؤكدة أن الجزائريين لا يزالون يشعرون بالقلق من احتمال العودة إلى الاضطرابات السابقة، خصوصا مع اندلاع النزاعات في بلدان مجاورة كليبيا وتونس. وواصلت خبيرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط بأن الصور المتدفقة من سورية والعراق، تشكل رسالة تذكير مؤلمة للجزائريين بأحداث العشرية السوداء التي ”لا أحد يريد أن يعيشها ثانية”، مبرزة أن ”رغبة الجزائريين في الأمن أقوى من أي وقت مضى، وأن الجزائريين نالوا قسطهم من الأهوال، واليوم باتوا لا يريدونها البتة، إنهم مصدومين ومجروحين”، وأكدت أن ”الشعب بات يدعم السياسة الأمنية المطبقة لأنه لا يوجد بديل، وثمة الكثير على المحك”، وحتى الشباب الذين لم يعيشوا سنوات الإرهاب، تضيف المتحدثة، ترسبت لديهم صور الحرب والعنف، وثمة لديهم شعور بأن الخطاب الراهن الخاص بالأمن مقبول، بسبب التهديد الإرهابي القائم. وأشارت دالية يزبك إلى أن العامل الآخر الذي يسهم في إبقاء مشاركة الجزائريين في التنظيمات الجهادية منخفضة، هو نجاح الاستراتيجية الأمنية في فرض رقابة مشددة، واعترفت بأن قوى الأمن المختلفة تمتلك قدرات عالية وفي حالة تأهب دائم، مشيرة إلى أنه تم توظيف 209 ألف عنصر شرطة، في المديرية العامة للأمن الوطني خلال 2014، فيما كان العدد 90 ألفا في 2009، بينما في المقابل، فرنسا، التي يبلغ عدد سكانها 65 مليون نسمة، ليس لديها سوى 143 ألف شرطي في جهاز الأمن الوطني، مبرزة أنه من خلال القدرات العسكرية والأمنية، عزّزت الجزائر حدودها وأرسلت المزيد من القوات لمراقبة الحدود مع ليبيا ومالي والنيجر، وتونس. وأشادت المتحدثة بالجيش الجزائري كأكبر قوة في المنطقة، وقالت إن لدى الجيش الجزائري ما ليس لدى نظيره المغربي، وهو التدريب المتطور للغاية والخبرة القتالية الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، لدرجة أن المجموعات الإرهابية خاضعة إلى السيطرة والمراقبة، وكل الأمور تحت السيطرة، وواصلت بأن الجيش الجزائري توسعت مهامه وعملياته منذ نشوب الصراع في ليبيا في 2014، وحقق نجاحات إضافية في تأمين الحدود ضد محاولات تسلل إرهابيين من خارج البلاد، كما أنه يعتقل بشكل دوري مهربي المخدرات والسلاح والإرهابيين، وأشارت إلى نجاح الجيش الجزائري في القضاء على الإرهابي عبد المالك قوري، زعيم جماعة ”جند الخلافة”، التي أعلنت عن ولائها ل”داعش”، ومختلف عمليات التمشيط والملاحقات، وقدمت الخبيرة مثالا آخر عن الرد الصارم لقوات الجيش الجزائري على الأنشطة الإرهابية المتفرقة والمحلية، بقتل 190 إرهابي في منطقة الوسط.