لم يعط علي الزاوي، الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب والمتتبع للأوضاع في الساحل والشرق الأوسط، المعلومات التي تداولتها عدة مواقع إعلامية وتم من خلالها ذكر اسم الجزائر والتهديدات المحيطة بها، حيث كان رد المتخصص في الشأن الأمني، أن الجزائر أكثر تحصينا وأمنا من البنتاغون، وكشف أن إيطاليا تعد المركز الرسمي ونقطة لانطلاق مقاتلين كونها الأقرب إلى شمال إفريقيا، موضحا أن الجزائر تعيش على وقع مؤامرة تحيكها المخابرات المغربية وفرنسية لزعزعة مسعى السلم الذي تقوم به الجزائر في منطقة الساحل، مشيدا بالجيش الوطني الذي قال عنه إنه يملك من الاحترافية والذكاء للتصدي لكل تهديد مهما كان نوعه. قال الخبير الأمني علي الزاوي، في اتصال مع ”الفجر”، أمس، بخصوص ما نشرته صحيفة ”وورلد تريبيون الأمريكية بأن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) كثف من تجنيد مقاتليه في عدة بلدان بشمال إفريقيا بهدف إنشاء خلايا نائمة تقوم بعمليات إرهابية في بلدان مثل الجزائر، ليبيا، المغرب، وتونس، أن ”داعش” لن يكون له أثر في الجزائر، لأن الشعب الجزائري اكتسب وعيا من تجربة التسعينيات، بدليل التراجع الهائل ”للجهاديين الجزائريين”، مضيفا أن وعي الجزائريين الذين يحاول ويعول ”داعش” على تجنيدهم، مستمد أيضا من كون الجزائري يساند فلسطين، ويعرف موقف ”داعش” من هذه القضية النبيلة، وبالتالي فإن الجزائريين يعرفون حقيقة أن ”داعش” جاء لتنفيذ أجندة أجنبية وأوروبية في منطقة الشرق الأوسط، وبعدها في المغرب العربي، مبرزا أن المأساة الوطنية التي عرفتها الجزائر جعلت الشعب أكثر وعيا وإدراكا بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين، ”نأكل الماء والتراب ولا نبيع بلدنا ونمد يدنا للعدو”. وعاد الزاوي إلى أرشيف التاريخ حين استحضر الكمين الذي نصبه الجيش المغربي للقافلة الإنسانية للجيش الجزائري في الفاتح جانفي 1976، حين كان أفراد الجيش في مهمة إنسانية لصالح البدو الرحل بالمنطقة الحدودية مع المغرب في أمقالة، حيث أسفر الكمين عن مقتل 152 ضابط وجندي، و220 أسير، مع تسجيل 52 مفقودا، ورغم ذلك لم ينتقم الجيش وإنما لجأ للأمم المتحدة، احتراما لما أقره مجلس الثورة بمنع تدخل الجيش عسكريا خارج حدوده، بعد تعرض الجيش إلى خيانة من طرف القادة العرب خلال حرب أكتوبر 1973. وتأتي هذه الذكرى ليبين الزاوي، أن الجيش له من اليقظة والحكمة ما يجعله بعيدا عن كل الاستفزازت والمخططات التي تحاك ضده وضد أمن البلاد، على اعتبار أن ما يحدث هو عمليات استعمارية استثمارية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وعملية تيڤنتورين - يقول المتحدث - أكبر دليل على ذلك، والواقع أثبت أنها فعل مخابراتي فرنسي، قصد دفع الشركات الأجنبية إلى سحب استثماراتها.