شن منتجو حليب الأبقار لشرق الوطن، نهار أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر ملبنة إيدوغ عنابة، منددين بالتأخر الفادح لمصالح هذه الأخيرة في تسديد مبالغ الدعم التي أقرتها الدولة والمقدرة ب17 دينار عن كل لتر، يوجه لدواوين الحليب كي توزع على المستهلك. تعود مطالب المعنيين إلى شهر مارس من السنة الجارية، عندما قاموا بشن احتجاجات صاخبة تم إثرها غلق مدخل الملبنة بشاحنات التبريد وآلات تجميع الحليب، ثم الخروج لغلق طريق جيش التحرير الوطني والتسبب في أزمة مرورية كطريقة للتنديد بتجاهل السلطات لمطالب المعنيين، الذين أكدوا أنهم يتكبدون خسائر مالية معتبرة جراء عدم صرف مستحقات الدعم، على اعتبار الارتفاع المذهل لسعر علف الأبقار والرعاية الطبية ومختلف المستلزمات المالية الخاصة بالأبقار الحلوب، وهو الأمر الذي سبب ديونا متراكمة للمربين الذين وجدوا أنفسهم رهائن لدى الديوان الجهوي للحليب، نتيجة التماطل في دفع مبالغ الدعم عن آلاف اللترات من الحليب التي تدخل الملبنات وتوجه للتوزيع. وهذا مع العلم أن غالبية مربي الأبقار هم عبارة عن شباب مستثمرين في إطار دعم مشاريع الشباب أو ما يعرف ببرنامج ”أنساج” حيث أنهم مرتبطون بدفع أقساط مالية للبنوك، يترتب عن التأخر في تسديدها متابعتهم قانونيا والانهيار التام لهذه المشاريع الاستثمارية. تجدر الإشارة إلى أن المربين المحتجين أكدوا أن مصالح ملبنة إيدوغ كانت قد تراجعت عن دفع مستحقات الدعم منذ شهر جوان من السنة الفارطة، كونها لم تتحصل على المبالغ التي تدفعها للفلاحين أو المربين من الديوان الوطني للحليب، وهو ما دفع بذات المصالح إلى دفع الأموال المترتبة عليها فقط للفلاحين، وتوجيه المربين إلى الديوان الوطني للحليب بالشرق للحصول على مستحقاتهم، ما خلق أزمة تواصل أفضت إلى شن الاحتجاجات المتكررة التي انعكست سلبا على عمليات تزويد المساحات التجارية بهذه المادة الحيوية التي تعرف ندرة كبيرة في ولاية عنابة خاصة وعبر شرق الوطن عامة.